الهلال في الصحافة التنزانية.. اهتمامٌ كبيرٌ بمواجهة الجوهرة الزرقاء

 

دار السلام- علي البصير   13 أكتوبر 2022م

وجّهت الصحافة الرياضية في تنزانيا، انتقادات حادة عند تحليلها لمباراة الهلال أمام الشباب الأفريقي (يانجا) التنزاني، إذ قادت الصحافة حملة استباقية مبكرة هي الأولى من نوعها والفريدة لحشد الجماهير للوقوف خلف فريقها الأول بالبلاد، وعبر هذه المساحة نحاول عرض جانب حول كيفية قيادة الصحافة الرياضية التنزانية للرأي العام لهذه المباراة؟ وكيف كانت ردة فعلها بعد تعادل الهلال 1/1 في مباراته الأولى بمعلب بنيامين مكابا بدار السلام.

العملاق السوداني

(إيوي جوا، إيوي مفوا) بالسواحيلية تعني (كن كالشمس كن كالمطر)، وهو الشعار الذي اختارته إدارة نادي الشباب الأفريقي «يانجا» لتواجه به الهلال بعد وصفه بالعملاق السوداني، ودعا النادي جماهيره للتجمُّع بأعدادٍ كبيرةٍ والالتفاف خلف فريقهم، قبل المباراة الحاسمة في دوري أبطال أفريقيا ضد الهلال السوداني يوم 8 أكتوبر2022، ونقلت صحيفة ديلي نيوز أكبر الصحف التنزانية أنّ النادي طرح شعاراً هتافياً صُمِّم خصيصاً لمواجهة الهلال، ودعا المتحدث السابق باسم يانجا، حاجي منارا، مُشجِّعي يانجا للهتاف بالشعار الجديد وأضاف: توصّلنا إلى شعار ليستقر في أذهان اللاعبين والمشجعين مع التركيز على الدخول إلى دور المجموعات كأولوية قصوى لدينا، وأشار إلى أن المباراة في هذه الجولة ليست مجرد مباراة وأن مصيرنا في هذه الملحمة سيكون معروفاً خلال مباراة الذهاب.

حذّر الصحفي الرياضي مايكل مويبي بصحيفة الغارديان من خطورة فريق الهلال وأهمية هذه المباراة، وقال: إن مباراة أرض يانجا تمثل مفتاح تأهله لدوري المجموعات، لذلك يتطلب العزم والإعداد، وعلينا إعادة الثقة والهدوء والتركيز، واستشهد بتصريحات المدرب نابي الذي قال: نحن نلعب ضد فريق لديه خبرة وثقة في التواجد دائماً في دور المجموعات، لذا لدينا ما نُواجه به خصمنا.

مدير كرة جديد لمواجهة الهلال

نشرت صحيفة موانشي السواحيلية، تسريبات من داخل إدارة فريق الشباب الأفريقي لمفاجأة هلال السودان الذي يُواجه الشباب على أرضه، وبحسب الصحيفة، فإنّ فريق يانجا يعمل بصمت لإعلان سلسلة جديدة من القادة بالفريق تحت إدارة المهندس هيرسي سعيد، وتفيد المعلومات الخاصة بحسب الصحيفة أن فريق يانجا على وشك إعلان أندريه متين كرئيس تنفيذي للنادي وأنه بالتنسيق مع المدرب الجديد فلوران إيبينج، وهو مواطن من جمهورية الكونغو الديمقراطية، يعملان على وضع استراتيجيات تفاجئ عمالقة السودان.

قال أحد رؤساء يانجا الرئيسيين: “لقد استمعنا إلى نصيحته، كما تعلمون متين يعرف كرة القدم الأفريقية، على نطاق واسع، وكان نجاح مازيمبي بسببه”، وقال “إنه يعرف الأخطاء التي ارتكبها مازيمبي، لقد أخبرنا بالفعل، لكنه يُريد الانتقام أمام إيبينج، يسعدنا أنه أخبرنا أن لدينا فريقاً قوياً، كل ما تبقى هو خطط لتحقيق التأهل.

يوم 4 اكتوبر، شهدت الصحيفة متين داخل معسكر يانجا وهو يشهد الفريق لأول مرة وهو يلعب مباراة ودية، استقبل متين جميع اللاعبين والمدربين الذين التقى بهم، بدءاً بالمساعد الأول سيدريك كازي، الذي يقود تدريبات الفريق حالياً بإذنٍ خاصٍ من نصر الدين نابي.

السوشيال ميديا تضج بالهلال

نقلت وسائط التواصل الاجتماعي، نبض الجماهير وهي تحتشد لمؤازرة يانجا وصممت كثيراً من المحتويات أشهرها دعوات بعض المشجعين قبل المباراة وسألوا الله أن ينتصر يانجا 3/ صفر على الهلال، كما نقلت تزيين الشوارع والمحلات التجارية والمركبات العامة وسائقي الدرجات النارية (بودابودا) وهي تتوشّح بعلم وشعار يانجا.

الخرطوم نهاية مشوار يانجا

نتيجة المباراة أصابت المشجعين بخيبة أمل وإحباط شديدين، عبرت عنه عبر استطلاعات بعض القنوات المحلية، إذ صوّبت الجماهير جام غضبها على الجهاز الفني، واعتبروا هذه النتيجة والأداء المتواضع بسبب مشاركة لاعبين تجاوزهم الزمن، وقال بعضهم بحسب الوسائط إن المستوى الذي لعب به فريقه لا يمكنه من اللعب في الخرطوم وسط جماهير الهلال السوداني وستكون النتيجة مُخيِّبة للآمال وستكون نهاية مشوار يانجا في الخرطوم، ولن يتمكّن حتى من تقديم المستوى الذي لعب به، وقالوا (ما معروف يأتوا خائبين وفي شباكهم كم هدف؟؟).

شمس الهلال ومطر السُّودان

تهكّمت بعض وسائل الإعلام من شعار يانجا (إيوي جوا، إيوي مفوا) وقالوا (إنّ الشمس ستشرق للهلال والمطر سينزل في السُّودان وسيغرق يانجا). وكتب الصحفي الرياضي والمحلل الشهير محمد أكيدا في صحيفة هباري اليو (أخبار اليوم) التنزانية السواحيلية أن فريق يانجا وضع نفسه في موقفٍ صعبٍ للتأهُّل إلى دور المجموعات بعد تعادله 1-1 مع الهلال السوداني، وأن هذه النتيجة ستجبر يانجا على الفوز أو التعادل بأهداف بدءًا من 2-2 ومواصلة التقدم إلى دور المجموعات، وفي وصفه للمباراة، قال: لاعبو يانجا كانوا مشتتين، الأمر الذي أعطى ضيوفهم فرصة للسيطرة على المباراة وخسروا العديد من فرص التسجيل المفتوحة التي نتجت عن انهيار مدافعي يانجا، وأضاف بدأت لياقة اللاعبين تنخفض مِمّا قلّل الهجوم في الجانب الأيسر عندما كان موريسون هناك، لكن حارس الهلال والمدافعين كانوا أقوياء في السيطرة عليهم.

عقليةٌ جديدةٌ لمباراة الخرطوم

وفي حديثه عقب المباراة، قال مساعد مدرب يانجا، سيدريك كازي، لصحيفة الغارديان إنه على الرغم من التعادل بهدف ضد الهلال، لا يزال أمامهم الكثير ليفعلوه في مباراتهم القادمة بالخرطوم، وقال إنّ نتيجة المباراة على أرضه ليست جيدة، لكن لا تزال هناك (90) دقيقة متبقية في الخرطوم، وأضاف كازي، ان الطريقة الوحيدة لتحقيق الفوز في المباراة التالية هي أن يستمر اللاعبون في التدريب والتأكد من أنهم يُواجهون خصماً، وبحاجة إلى التحلي بعقلية جيدة في المباريات القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى