Site icon صحيفة الصيحة

صلاح الدين  عووضة يكتب : نحن والحياة!

صلاح الدين عووصة

صلاح الدين عووضة

22 سبتمبر2022م

1/

اسمها حياة..

وكانت تحب الحياة..

وشقيقها – صديق طفولتي – كان معجباً بعقله الدراسي..

ومن شعاراته: تعطي من يعطيها الحياة..

فلم تبادل أخته حباً بحب الحياة..

فركد بداخلها – وهي بعد صغيرة – ماء الحياة..

أما هو فلم تبادله – أكثر مما بادلته – عطاءً بعطاءٍ الحياة..

فسلبته ما كان به معجباً في هذه الحياة..

فعاش بلا عقل بقية ما كُتب له من عمرٍ..

ومن حياة..

2/

هل تستحق أن نعيشها هذه الحياة؟..

لا؛ ولكن علينا أن نعيشها كما نستحق..

3/

ما الفرق بين الأغنياء والفقراء في هذه الحياة؟..

إنّ الأغنياء أشد جزعاً من تصاريفها..

4/

لا تجهد نفسك في فهم الحياة..

فهي لا تجهد نفسها في محاولة فهمك..

5/

جميعنا نطأ تراب هذه الحياة..

سعيدنا… وتعيسنا؛ سليمنا… وعليلنا؛ جميلنا… وقبيحنا..

ثم جميعنا نصبح – سريعاً – أثراً بعد عين..

تحت ترابها..

6/

ما هي الحياة؟..

هي خطٌ مرسومٌ لنا من قضبان إرادتها؛ علينا أن نسير فيه كقطارٍ مجنون..

فمن حاد عنه وُصف بالجنون..

7/

كتب الفيلسوف الألماني شوبنهور مؤلفه الشهير الحياة كإرادة وفكرة..

وكان تمرداً على إرادتها المستعبدة لنا بالفكرة..

فانتصر على إرادتها هذه..

فبقيت الفكرة وحيدة – كوحدته في حياته – في كون إرادته الداخلية..

فانهزمت..

8/

لا يأمن للحياة إلا من كان غراً..

ولا يحاذرها إلا من كان عدواً لنفسه..

فتعامل معها بغير كثير شعورٍ بالأمان..

ولا الحذر..

9/

قال الله لآدم: إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى..

والعدو لكليهما هنا هو الشيطان..

ولكن القرءان اختص آدم وحده بالشقاء..

وربما يكون شقاءً مصدره الشيطان هذا؛ أو تكاليف الحياة..

هذه التكاليف التي شقي بها زهير فقال:

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش… ثمانين حولاً لا أبا لك يسأمِ

فبُشر آدم بالشقاء..

دون حواء..

10/

نخشى مفارقة الحياة..

ولو قيل لأحدنا – قبل أن يأتي للحياة – إنك مقبلٌ على الحياة لخشيها أيضاً..

فالإنسان يخشى ما يجهله..

11/

بسمت له الحياة..

فسعد بزهرة الحياة الدنيا… وزينة الحياة الدنيا..

فابتسم لها بدوره؛ وبات دائم التبسم..

ولم يقدر على كبح جماح سعادته هذه؛ فأضحت فرحاً..

ونسي قول الحق: إن الله لا يحب الفرحين..

فأبقت له الحياة – بأقدار الله – أحد طرفي زينتها هذه وهو المال..

وأخذت منه واحداً من الطرف الآخر وهو البنون..

وكان يحبه كحبه للحياة..

فغادرته الابتسامة بالحياة..

وربما إلى زمنٍ طويل… طويل… طويل… إن بقي عمره طويلاً..

في هذه الحياة..

12/

أجعل الحياة مداساً..

ولا تدعها هي أن تجعلك منك مداساً..

فتمشي بك..

أو تدوس عليك..

13/

قال كلٌّ منهما للآخر: حبك جعلني أحب الحياة..

فضحكت الحياة!.

Exit mobile version