دعوات العصيان.. العودة للمربع الأول!!

* كانت قوى التغيير قد دعت في وقت سابق للاتفاق التأريخي الذي أكملته مع المجلس العسكري، لعصيان مدني وتظاهرات في يومي 13 و14 القادمين من هذا الشهر، وهما بالتحديد يومي السبت والأحد القادمين.. وبالتحديد جاءت الدعوات بعد نجاحها الباهر في موكب 30 يونيو الماضي، الذي أعاد لقوى التغيير مجد أيام الاعتصام (ورقتها الرابحة) التي سقطت في حسابات التفاوض.. بعض العقلاء قالوا إن الدعوة لموكب 30 يونيو لها ما يبررها، حيث قبلت قوى التغيير بالدخول إلى المفاوضات دون شرط أو قيد، ونجاح الموكب الغرض منه على وجه الدقة تحسين موقفها في التفاوض، بعد أن ساء عقب فض الاعتصام في أحداث الثالث من يونيو المشهورة.

* وهذا بدوره يجعل التساؤلات تعلو من جديد.. إذا كانت نتيجة الموكب قد أوصلتهم لاتفاق (قوي) مع المجلس العسكري.. واحتفاظ المجلس بالرئاسة (الدورية) في دورتها الأولى ــ21 شهراًــ فإلى ماذا تهدف الدعوات للعصيان المدني ثم إشعال الاحتجاجات في الثالث عشر والرابع عشر من الشهر الحالي؟؟.. يعني بصريح العبارة .. إلى ماذا يقود التعصيد وخطواته من جديد ضد المجلس العسكري، وقد تم توقيع الاتفاق بين الجانبين، والآن في مرحلة التبشير به والاحتفال بخطواته؟؟

* خاصة أن قوى إعلان الحرية والتغيير لم تعلن حتى الآن، ولم يصرح أي من قيادتها أن تلك الدعوات (ذهبت أدراج الرياح).. وليس لها وجود الآن.. هذا ما لم يقولوه حتى هذه اللحظة علماً بأن حملات الشحن العالي للشباب وتدافعهم للخروج في التظاهر لا زالت سيدة الموقف.. فهل يخرج لنا القادة في الحرية والتغيير بتصريح أو إعلان يلغي تلك الدعوات السابقة؟

* ينتظر المواطن السوداني بشريات الاتفاق الذي تم بين قوى الحرية وبين المجلس العسكري، وليس في بال أي أحد العودة لمربعات التصعيد الثوري والعصيان المدني أو التتريس أو المواكب.. وإذا أراد قادة الحرية والتغيير الإصرار على تلك المواقف السابقة سيكون شكل الحكومة الجديدة (سيئاً) إذ سيعيد الشريكين إلى مربع (المشاكسة) وليس الشراكة الحقيقية من أجل سودان جديد تسود فيه قيم الحرية والعدالة ويتطلع مواطنه إلى العيش الكريم.

* أي عودة إلى الحالة السابقة أو مرحلة ما قبل الاتفاق، تعني توهان (الاتفاق) نفسه، وربما دخوله إلى غرفة الإنعاش.. وتعني كذلك هدر قدرات البلاد ومواردها بما سيحدث من شلل اقتصادي وخدمي يتطلع إليه الجمهور، ويعني كذلك عدم الالتفات إلى معاش المواطن والتزاماته ــ حقوقه وواجباته ــ حيث يظل الجميع مشغولين بالتصعيد الثوري والعصيان المدني وإغلاق الشوارع بالمتاريس.. لكننا نعتقد أن قادة التغيير يتميزون بالعقل وبالحكمة، وهم قادرون على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى