عبد الله مسار يكتب : احترام العلم والعلماء في الغرب وإهانتهما في الشرق

 

14 سبتمبر 2022م

البروفيسور البرت اينشتاين عالم فيزياء ألماني، سويسري، أمريكي، ولد في ألمانيا عام ١٨٧٩م وتوفي في ١٩٥٥م، ونال الدكتوراه في الفيزياء، وحصل على جائزة نوبل للفيزياء في بحثه الكهرو ضوئي، سافر إلى اليابان في عام ١٩٢٢م بعد إعلانه بالفوز بجائزة نوبل للفيزياء.

وفي الفندق لم يجد مالاً ليعطيه العامل الذي جلب له الشاي، فأمسك ورقة وكتب فيها جملةً ووقّع عليها ثم أعطاها العامل ونصحه بالاحتفاظ بها.

بعد مرور ٩٥ عاماً وفي يوم ٢٠١٧/١٠/٢٤م، اتصل (احد أبناء إخوة عامل الفندق ذاك بدار المزادات لطرح الورقة في المزاد، بدأ المزاد بالشاري الأول (٢٠٠٠ دولار)، وبعد نصف ساعة وقف المزاد على مبلغ ١.٣ مليون دولار، وهذه الورقة التي بيعت بهذا المبلغ كتب اينشتاين فيها حياة هادئة ومتواضعة تجلب قدراً من السعادة أكبر من السعي للنجاح المصحوب بالتعب المستمر).

هذا في العالم الغربي، ماذا عن عالمنا العربي؟!!

في عام ١٩٥٨م كان البروفيسور عبد الجبار عبد الله العراقي الجنسية، رئيس جامعة بغداد وهو أحد أربعة طلاب تتلمذوا على يد البروفيسور اينشتاين في معهد ماساشوستس بالولايات المتحدة.

في عام ١٩٦٣ وقع انقلاب  عبد الكريم قاسم، اعتقل البروفيسور عبد الجبار العالم العراقي الفيزيائي تلميذ اينشتاين فيمن اعتقلوا من كوادر وساسة وأساتذة  وعسكريين.

وعندما أُفرج عنه هاجر إلى الولايات المتحدة وعمل أستاذاً في نفس المعهد ومنحه الرئيس هاري ترومان  (وسام العالم) أعلى وسام في أمريكا.

أحد زملاء الزنزانة عرف البروفيسور عبد الجبار، ويلاحظه دائماً مُستغرقاً في تأمُّلاته ودموعه تنهمر أحياناً،

فسأله عن سبب بكائه.. فأجاب العالم الكبير

وقال:-

عندما جاء الحرس القومي  لاعتقالي، صفعني أحدهم فأسقطني على الأرض، ثم فتّش جيوبي وأخذ كل ما لديّ، وفيما أخذ قلم الحبر الذي أهداه لي (البرت اينشتاين) يوم نيلي شهادة الدكتوراه التي وقّعها به،

وكان قلماً جميلاً من الياقوت  الأحمر، ولم أكن استعمل هذا القلم إلا لتوقيع شهادات الدكتوراه لطلابي في جامعة بغداد.

ثم صمت هذا العالم طويلاً،

ثم قال وفي حلقه غصّة، لم تؤلمني الصفعة ولا الاعتقال المهين، ما آلمني أن الذي صفعني كان أحد طلابي!!!

هذا ما قاله البروفيسور (عبد الجبار عبد الله عالم الفيزياء العراقي).

وهنا اينشتاين يقول ٢٪ من الشعب يفكرون، ٣٪ من البشر يظنون أنهم يفكرون،

٩٥٪ من البشر يُفضِّلون  الموت على أن يفكروا.

العامل الياباني أكرم العالم (أينشتاين) واحتفظ بالقصاصة لأحفاده، بينما  رجال السلطة في أمتنا العربية تهين علماءها، حيث أهانوا اينشتاين العراق، وكسروا قلم اينشتاين، وهذه الظاهرة ليست في العراق فقط، بل في الوطن العربي عموماً، حيث دمّروا العلم والعلماء والتعليم، واهتموا  بإنشاء جيل مهووس بالغناء والملاهي والمخدرات التي لا تسمن ولا تغني ولا تفيد إلا في انهيار الأمة.

أما في السودان حدث ولا حرج، عن جيل أخذ من الحضارة البنطلون الناصل والشعر المفلفل والمخدرات  وعدم احترام الكبير، حتى خرجت (فتيات يرفضن الأبوة)!!!

إنّ أمة تهين علماءها، ويصفع  فيها الطالب أستاذه، هي أمة خارج التصنيف أصلاً، أمة أعطت العلم ونشرته في أوروبا وقت جهلها وظلمتها

ثم تراجعت حتى ضحك من جهلها الأمم.

أيتها الأمة العربية، ويا أهل السودان اهتموا واحترموا علماءكم، واهتموا بالعلم لتكونوا في مصاف الدول الراقية.

يا شباب السودان خذوا من العالم العلم المفيد والخُلق الكريم والقيم والأخلاق الفاضلة، لأنّ تاريخكم قائمٌ على ذلك، وأبعدوا أنفسكم عن هذه المظاهر الخائبة  الفاضحة والخُلق والقيم الوضيعة، واشتروا من العالم  القيم الفاضلة والبضاعة غالية الثمن، وأهم هذه القيم الأخلاق والوطنيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى