عقد الجلاد.. ملامسة الهَمّ اليومي!!

(أ)
غنائية عقد الجلاد تبدو وكأنها حالة تشريحية للحياة السودانية بكل تفاصيلها، وإذا نظرنا لأغنية مثل (حاجة آمنة) نجدها أغنية تعبر تعبيراً دقيقاً لواقع حياتي سوداني يومي لا تنفع معه كل مساحيق التجميل.. وتلك المرأة البسيطة التي انحاز لها هلاوي ووصف كل خلجاتها هي نموذجٌ موجود في كل بيت.. لذلك من البديهي أن تدخل عقد الجلاد كل بيت.. وأخطر ما في فرقة عقد الجلاد قدرتها على تشكيل الرأي العام وهي أشبه تماماً بالصحف ومدى تأثيرها على تشكيل الرأي العام وتحديد مساراته.. وأجمل ما في هذه الفرقة كونها ما زالت سودانية وذات وجدان سوداني جداً وهي بذلك استطاعت ملامسة هذا الوجدان والدواخل.
(ب)
هذه الجماهيرية الطاغية كان سببها هو ملامسة الهَمّ اليومي واللسان السوداني الذي يطرق القلب بكل عفوية.. وعقد الجلاد حتى على مستوى التأليف اللحني للأغنيات نجدها طرقت شكلاً مغايراً لم يعتمد على زخم الموسيقى والآلات بل كان الاعتماد على الصوت البشري وهو الأداة الأساسية لتوصيل الفكرة وليس الآلات الموسيقية.. لهذا نجد هذا التنوع الجمالي في الأصوات المؤدية في شكل وتكوين وتركيبة الفرقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى