أقرَّت بها الثلاثية العسكرية الخروج من العملية السياسية.. الكرت الأخير في وجه المدنيين

 

الخرطوم: عوضية سليمان   1 سبتمبر2022م

تبعاً لما أعلنه رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بخروج المكوِّن العسكري من الحياة السياسية تمهيداً لاتفاق المدنيين لتشكيل حكومة تبعاً لذلك عقدت اللجنة الثلاثية للمكوِّن العسكري بمجلس السيادة الانتقالي في السودان برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي رئيس اللجنة الفريق محمد حمدان دقلو، اجتماعاً ناقش الوضع السياسي الراهن بالبلاد، وكيفية توحيد المبادرات المطروحة في الساحة السياسية، بناءً على القواسم المشتركة بينها، فيما يلي القضايا الرئيسة التي شملتها، لا سيما كيفية تكوين مؤسسات الفترة الانتقالية ومهام الفترة الانتقالية والترتيبات الدستورية. وجدَّدت اللجنة الثلاثية للمكوِّن العسكري، خلال الاجتماع موقف المكوِّن العسكري الذي يقضي بالخروج من العملية السياسية خلال المرحلة المقبلة، والتأكيد على أن هياكل الفترة الانتقالية من مجلس سيادي ومجلس وزراء ومجلس تشريعي ستكون مؤسسات مدنية، اتساقاً مع ما نادت به الثورة من مدنية الدولة. إذاً تأكيد اللجنة الثلاثية هل سيكون الكرت الأخير للمدنيين؟

الإسراع في التسليم

رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان،  قال في خطاب سابق له:  إن المؤسسة العسكرية ملتزمة تسليم السلطة للمدنيين، داعياً القوى السياسية إلى التوافق، مشيراً إلى توافقها  يساهم في الإسراع بتسليم المجلس العسكري للسلطة, وقال: إلى الآن لم نلتق أسماء من القوى السياسية بما فيها قوى إعلان الحريه والتغيير، مشيراً إلى أن تشكيل مجلس عسكري مدني مطروح للنقاش، وفضَّل البرهان بأن تكون الحكومة القادمة حكومة تكنوقراط لأن هيكلة الدولة تحتاج إلى وقت طويل .

فرصة المعارضة

ويرى الخبير العسكري عبد الرحمن أرباب،  أن ما جاء به نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو، هو نفس الحديث الذي أطلقه رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان عندما قال: نحن جاهزون لتسليم السلطة إلى المدنيين متى ما كانوا جاهزين،  وقال: الآن حميدتي يؤكد ذات الحديث، وأضاف لـ(الصيحة) بأن العسكريين بصفة عامة بعد فترة البشير أيقنوا تماماً بأن الاشتراك في الحكم بالطرق التي كانت سابقة قد أصبح خصماً على القوات المسلحة  من ناحيتين الأولى تتمثل في إهمال القوات المسلحة كمؤسسة مهنية  والثانية عدم رضا  المواطنين  . موضحاً بأن الصحافة لها دور كبير جداً في ذلك وفي تركيزها على القصور بالإضافة إلى المعارضة التي تركز دائماً على قصور المؤسسة العسكرية وتقر بأن العساكر فاشلين في الحكم، لذلك أن المؤسسة العسكرية جميعها في الخدمة والمعاش أيقنوا تماماً أنه من الأفضل عدم الاشتراك في الحكم والابتعاد عن السياسة والتفرُّغ إلى المهنة العسكرية, وأضاف أن العسكر في بادي الأمر كانت لهم الرغبة والتمسك بالحكم في فترة وجيزة، ولكن المعارضة والمدنيين لم يعطوهم فرصة والآن حديث الفريق البرهان قبل فترة قطع الطريق عندما قال: نحن جاهزين وطلب منهم أن يأتوا بمن يستلم الحكم، مؤكداً بأن القوات النظامية سوف تحافظ على الدولة حتى تسليمها للمدنيين، وقال لا يمكن تسليم الحكم إلى الهواء وإنما تسلم إلى حكومة متفق عليها،  وقال بصفتي العسكرية أرى أن أي خطوة تمكِّن المدنيين من استلام الحكم تعتبر خطوة في الطريق الصحيح .

انسداد سياسي

وفي ذات الاتجاه يرىي الخبير العسكري الفريق محمد بشير سليمان، بأنه لم يكن يشك مطلقاً في أن يصل العسكريون إلى هذه المرحلة، وأضاف قائلاً : أتمني بأن  تكون المراجعات حقيقية بعد أن أصبح الدرب مسدود في الجانب السياسي والسودان في حافة الهاوية، وأضاف لـ(الصيحة): إن الثورة قامت  لأجل  حكم مدني ديموقراطي . وأن القوات المسلحة  في دائرة السيادة تكون  مسؤولة  من حماية الأمن القومي ومحايدة في الصراع. وقال: إن الانسداد السياسي كان انسداداً حقيقياً بين العسكريين والمدنيين مما دفع إلى التدخلات الإقليمية والدولية والبعثة الأممية. لذلك كان الأمر يتطلب القراءة السليمة للموقف والاستناد إلى العقل والحكمة كأسس لمعايشة المشكلة  السودانية.

تقرير سليم

وفي السياق نفسه قال الخبير الأمني الفريق محمد جامع: إن الموضوع ليس بجديد حيث أعلن مجلس السيادة منذ وقت مبكر بتسليم السلطة في حال إتمام التوافق، مؤكداً بأن هذا التزام على الملأ، موضحاً بأن العسكر درسوا كل المواقف لذلك جاء تقرير تسليم السلطة إلى المدنيين, وعلى العسكر حراسة حكومة الدولة .

تهدئة الوضع

وقال المحلِّل السياسي أبوبكر آدم  لـ(الصيحة):  إن الأمر الأن يتطلب الابتعاد عن كل المصالح الحزبية والجهوية من أجل الخروج من الوضع الحالي بغض النظر مدني أو عسكري، وقال: إن الساسة وراء كل تحرك عسكري لاستلام السلطة في بداياتها وأن المكوِّن العسكري وقوى الحرية والتغيير بشقيها ساهموا في وصول الوضع للأزمة الحالية، مؤكداً فشل قوى الحرية والتغيير في فترة العامين في تكوين مؤسسات الفترة الانتقالية وكانت النتيجة واضحة وفشل أيضاً المكوِّن العسكري بعد  اعتصام القصر، وأضاف أن مبادرة الأمم المتحدة لحل الأزمة لم تنجح إلا بوقف العنف والاعتقالات ورفع حالة الطؤارئ، مطالباً الجميع بتقديم تنازلات لإصلاح الوضع، موضحاً بأن المطالبة من الطرفين العسكري والمدني من أجل إيقاف الدماء وتخريب الاقتصاد والانحياز إلى مصلحة المواطن، وأضاف: إن ما جاء به الفريق حميدتي هو نفس ما صرَّح به الفريق البرهان والاثنين هدفهما إصلاح الوضع السياسي وإخراج السودان من الوحل الخلافي وعلى المدنيين أن يتولوا مهامهم والوصول إلى اتفاق وحل المشكلة القائمة لأنها لا تتحمِّل التعقيد، مضيفاً : يعتبر تنازل العسكر عن السلطة هو الكرت الأخير في وجه المدنيين .

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى