Site icon صحيفة الصيحة

كسلا… (الصيحة) تتقصى معاناة قرى تحاصرها السيول

 

كسلا : انتصار تقلاوي

من قلب الحدث (الصيحة) وقفت على معاناة القرى التي عزلتها مياه السيول عن الدنيا، ولمسافة تجاوزت الأربع  ساعات، قطعتها الصحيفة عبر المياه من دقين إلى تندلاي وصولاً لقرى التي غمرتها المياه بشمال كسلا, هناك أكثر من 26 قرية حيث أن عدد سكان تندلاي 20 ألف نسمة. هذه القرية المسماها تندلاي ريفي محلية شمال الدلتا، وقذ تلاشت تماماً جراء حصار المياه.

استخدامات خاصة

من الصور المأساوية التي وقفت عليها الصحيفة أن المواطنين يستخدمون الأحواض المخصصة لشرب الحيوان على شاكلة قوارب ومراكب يستخدمونها في عبور المياه كذلك كل ماهو متاح من البراميل الفارغة تسمى” الفلوقه” تستخدم كقوارب. لقد وصلنا بعد أربع ساعات، إلى قرية تندلاي المحاصرة والتقينا ببعض الأسر, ولسان حالهم يلهج بالشكر لوصول أول صحيفة لقرية لتنقل من قاب الحدث.

انقطاع الطريق

ويروي المواطن أوشيك محمد مأساته التي ليست أدل من الصورة التي أمامنا حيث قال لنا: خمسون يوماً مقطوعين من العالم, مؤكداً أن الأدوية نفدت تماماً حيث نتقاسم اللقمة, وقال: رسالتنا ندعو كل المنظمات أن تعمل كي نصل إلى أراضينا الزراعية التي غمرتها المياه، مشيراً لتوقف الحياة بالقرية. وقال: نحتاج لطريق يربطنا بالعالم.وأكد أن القاش أصبح مهملاً لخلل هندسي، داعياً إلى الرجوع لخارطة القاش منذ العام 1939م, ولفت أن كل مواعين القاش اندثرت بسبب تركمات الطمي، وشدَّد على ضرورة فتح قنوات القاش المغلقة حتى لا تجتاح المياه القرى المجاورة.

حصار المياه

مواطن آخر يدعى أوهاج أبو آدم أدروب، أكد أن المياه غمرت (26) قرية، وقال الآن نحن محاصرين بالمياه منذ أكثر من خمسين يوماً . وأضاف: خسرنا المشاريع الزراعية ونحتاج لطريق كي نصل لكسلا, وقال: رسالتنا لوالي كسلا أن أبسط المقوِّمات مفقودة وهناك عجز تام. وأوضح أن الولاية عاجزة أن فتح طريق حتى نصل لأي منطقة. مبيِّناً أن خدمات مياه الشرب غير صالحة لاختلاطها بمياه القاش. وتابع لا أدوية ولا مواد غذائية, وفقدنا أرواح . وقال: لا نحتاج لمأكل ولا مشرب وإنما نحتاج لطريق يربطنا بطريق مدينة كسلا . مبيِّناً أن حكومة الولاية مقصرِّة في حقنا وقريتنا مهمشة. وقال: قضيتنا ليست في المشمعات أو عجوة وإنما قضيتنا في طريق لقد فقدنا امرأة في حالة الوضوع بعد تعذر وصولها للمستشفى بسبب الطريق.

منطقة الرقبة

أما في قرية دقين التي أطلقوا عليها منطقة (الرقبة) لأنها تقتل الناس مباشرة لخطورتها وعمقها، وتحدث المواطن صالح أحد سكان دقين بأنهم لا يحتاجون إلى إغاثات أو إعانات وإنما يطالبون بمعالجة الطريق ليتمكنوا من العيش والحياة.

Exit mobile version