كم من رجال خلفك أيتها القضبان!

بدأ الحديث يتصاعد حول ما يسمى برموز النظام السابق الذين تم إيداعهم سجن كوبر، عقب سقوط نظام الإنقاذ. في بداية الأمر كان الحديث حول الأمر أشبه بالهمس، وذلك في ضوء الجو الإرهابي الذي فرضه الشيوعيون على المشهد، وعلى قادة المجلس العسكري والذين كانوا يتلقون (تعليمات) الشيوعيين وينفذونها على وجه السرعة, فارتكبوا أي العسكر أخطاء كثيرة. ونسي العسكريون أن تلك الأخطاء تتناقض بشكل حاد مع أهداف الثورة التي قالوا إنهم انحازوا إلى صفوفها. تم سجن عدد من قادة النظام السابق، وذلك نتيجة لشعار (كاذب) يسمى رموز النظام السابق، وكذب هذا الشعار تؤكده (قائمة) المعتقلين ذاتها، فقد ضمت أسماء لا ينطبق عليهم الوصف بينما (غاب) عنها أشخاص ينطبق عليهم الوصف. غير أن زمن الصمت قد ولى فقد بدأ الحديث حول تصحيح ذلك الخطأ. أولاً يجب رفع هذا الشعار من (مضابط) العدالة، ففي ردهات القضاء لا يوجد شيء اسمه رموز النظام السابق أو اللاحق! هنالك شخص يتم اعتقاله لأسباب محددة ولمدة محددة يتم فيها التحقيق معه وتسند بحقه تهمة محددة يحال بعدها للقضاء أو يطلق سراحه.

وفي غضون ذلك، يتمتع بكل الحقوق التي تتضمنها لائحة السجون. والآن دعونا ندخل إلى السجن. الشيخ علي عثمان محمد طه هو خير مثال. الرجل ترك أرفع المناصب طواعية قبل زمن طويل، وذلك إيماناً منه بضرورة التغيير وتفرغ الرجل للأعمال الإنسانية، وهو يدير منظمات كبيرة تقدم خدمات إنسانية لعدد ضخم من المحتاجين، ولولا أنه ترك وراءه رجالاً و(نساء) أوفياء لفكرته يعملون للحفاظ على تلك المؤسسات لتشرد الآلاف من محتاجيها. الرجل كان ولا يزال هدفاً (لأحقاد) الشيوعيين وكارهي وأعداء الاسلام. كان الحقد الشيوعي والعلماني يلاحقه وهو خارج السجن، ويظل يلاحقه وهو داخل السجن، فتلك الإشاعات الخبيثة بنقله إلى المستشفيات المرة تلو الأخرى دليل على ذلك. الأخ الباشمهندس (ابن الخال) حامد صديق قصته عجيبة. الجميع يسأل عنه وعن الصفة التى بها تم سجنه, والسؤال في محله، فالرجل تسلم منصباً تنفيذياً كوزير ولائي قبل عدة سنوات ولمدة قصيرة. الباشمهندس حامد كان يتولى منصباً فى الحزب أيضاً قبل مدة، وشغل منصب نائب الأمين العام للحركة في دورات سابقة. لكل هذا، فإن قصة وسبب سجنه يطرحان عدة أسئلة وهذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات والإجابة معروفة لدينا وهي أن هؤلاء قد تم سجنهم فقط، لأن المجلس العسكري قد استجاب لوشايات شيوعية الهدف منها ليس العدالة وإنما تصفية حسابات ليس إلا. أما (ابن الخال) الآخر الباشمهندس عبد الباسط حمزة الحسن، فهو رجل أعمال ناجح, فهل هنالك تهمة اسمها أن تكون رجل أعمال؟ أشهد أن الرجل صوام قوام وقّاف عند حدود الله وهو بار بأهله ينفق بيمينه ما لا يدركه شماله. والباشمهندس عبد الباسط قدم خدمات عظيمة في مجال (خدمة المجتمع) والعديد من الخدمات لمواطنيه فى ولايات السودان في غربه ووسطه وشماله. بنى عبد الباسط مستشفى تخصصياً للأطفال فى (ربك) بالنيل الأبيض. ويقدم إعانات كبيرة لمرضى الكلى هناك. بنى قاعات دراسية في جامعة الفاشر وفي جامعة نيالا، شيد قاعة محاضرات ومعملاً بما قيمته (نصف مليون دولار). في ولاية شرق دارفور وضع الخطط لبناء مدرسة وعندما بدأ العمل في التنفيذ ساقوه إلى سجن كوبر. بنى داخليات للطلبة في جامعة أفريقيا العالمية. في الولاية الشمالية بذل الرجل مبالغ فاقت الـ (47) مليار جنيه لتمويل مشاريع تشمل المياه وكهربة المشاريع الزراعية ومدارس ومساجد ومستشفيات ومنازل لمتضررين في (البرقيق) تأثرت منازلهم بما يعرف (بالنز). أنشأ الرجل مستشفى بيطرياً في دنقلا. أهذا رجل يسجن؟ إنه ورب الكعبة (جزاء سنمار)! ماذا دهى أهل السودان وأي (جن) ركبهم حتى يسجنوا مصلحيهم ومنفقيهم؟! هل سأل المجلس العسكري (الوشاة) الذين دلوهم على عبد الباسط عما قدمه أولئك الوشاة من خير لوطنهم ومواطنيهم؟! والباشمهندس الحاج عطا المنان أيضاً ما هي تهمته حتى يسجن؟ الرجل أيضاً رجل أعمال ورقم اقتصادي وبنكي معروف. إنني أرى أن المجلس العسكري يحمل من المشاكل ما تنوء بحمله الجبال وأعتقد أن هذا الملف من شأنه أن يعيق تحركه وهو لا يجد إجابات بشأنه وأفضل وأقصر الطرق لحله هى أن يأمر بإطلاق سراح هؤلاء (الرموز) فوراً وأن يتفرغ للتعامل مع سيل هذه المبادرات التي كادت أن تعصف بسيادة السودان!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى