مزمل عليم يكتب :المبادرة الذرية

 

21 اغسط 2022م

*نحن في السودان دائماً ما نشذ عن القاعدة أو نقوم بكسر المعتاد ونأتي بماهو جديد ليس ابتكاراً أو اختراعاً مفيداً، بل على النقيض تماماً نأتي بالشئ النشاذ والسلبي ليبقى ماركة مسجلة محفوظة لنا.

 

* في علم الأحياء لا يوجد شيئ اسمه الانقسام اللامتناهي حتى في الانشطار النووي وتفاعلاته المتسلسلة هناك حد معين، ولكن في علم الساسة السودانيين يوجد بكل سهولة ويسر انقسام لا نهائي.

 

* عند اندلاع الثورة (الانشطار النووي) واقتلاع النظام القديم تكوَّنت أجسام جزيئية أصغر (عسكريين ومدنيين) ظهرت لنا بعد ذلك البروتونات والنيوترونات (أحزاب يسارية ويمينية) والجسيمات النووية (حركات كفاح مسلح) لندخل في طور التفاعلات المتسلسلة (المفاوضات والمبادرات) .

 

* في التفاعل المتسلسل دائماً ما يقوم النيوترون بالتصادم مع نواة عنصر اليورانيوم المعروف بإنتاج الطاقة النووية لينتج من هذا التصادم من 2 إلى 3 نيترونات، لتقوم هذه بدورها بفعل نفس فعل النيترون الأول لندخل في سلسلة تفاعلات .. ما تفعله النيترونات هي تحديداً ما تفعله المبادرات والتصالحات غير المتناهية في عالم السياسة السوداني.

 

فقط الفرق أن التفاعلات النيوترونية وتصادمها المتكرِّر مع اليورانيوم تؤدي إلى الانشطار وبالتالي الانفجار الكبير (خيار الحرب في حالة الوضع السوداني السياسي) مالم يحدث ترويض لهذه السلسلات التفاعلية والتحكم بها من قبل ما يعرف لنا بالمبادرات والتي بدورها تنتج لنا انقسامات وتكتلات ومبادرات جديدة لا نهائية .

 

* مشكلتنا الحقيقية في السودان أنه لا توجد مشكلة، نعم، لا توجد مشكلة، بل يوجد من يعيش ويسترزق ويحيا بالمشاكل فهي البيئة المثالية لكل الأطراف بدون استثناء.

 

* من السهل جداً التوحد لكل  القوى السياسية بمختلف الإيديولوجيات من أجل مصلحة الوطن وتغليب صوت الوحدة على نعرة الحزب والقبيلة لكن إذا حدث ذلك فهناك أطراف داخل وخارج الإقليم سيحدث لها الضرر الكبير.

لذلك يبقى الوضع الراهن كما هو عليه الآن تضرر المواطن المسكين لوحده لعل الله يحدث من بعد ذلك أمراً ولو بعد حين .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى