Site icon صحيفة الصيحة

كلام في الفن .. كلام في الفن

هدى عربي

 

محمد الأمين:

في هذا العمر المتقدم نسبياً .. مازال الموسيقار الكبير محمد الأمين يتواصل مع جمهوره العريض عبر الحفلات الجماهيرية والتي من خلال حضورها الكثيف تؤكد بجلاء أن تقدم العمر لن يكون عائقاً أو سبباً للتوقف والركون للمنزل .. وفي ذلك تكمن قيمة الفن المعافى الذي يتعافى به الفنان والإنسان بلا حساب ويصبح العمر مجرد أرقام لا قيمة لها طالما روح الفنان حاضرة ومستعدة لتجاوز الصعاب والأيام وفي ذلك تكمن قيمة الفنان الحقيقي الذي يستمد طاقته من محبيه ومعجبيه.

الغناء الهابط:

في السنوات الأخيرة من تسعينيات القرن الماضي، انتشرت بكثافة مقولة (الغناء الهابط) وهي نتاج فعلي للحرب التي شنتها حكومة المخلوع عمر البشير على المبدعين والذين بسببها تشردوا في أصقاع الدنيا وبابتعادهم غابت الكثير من الملامح الإبداعية الجادة.. والانهيار الذي تشهده الساحة الفنية الحالية.. هو ليس وليد اليوم، بل هو أزمة ممتدة ساهمت فيها الحكومات المتعاقبة بعدم قُدرتها على تجديد الخطاب الثقافي بما يواكب مُتطلبات العصر والتسارع التكنولوجي والانفتاح الذي يشهد العالم والقدرة الهائلة على المواكب والتحديث اليومي لكل المفاهيم.

هدى عربي:

لأي مغنٍ لا بد من توافر اشتراطات فنية لازمة وأساسية.. ولعل جمالية الصوت وسلامته وقدرته على الانضباط الزمني والإيقاعي هي الأساس المتين والأرضية التي ينطلق منها للملتقى، ومع كل ذلك لا بد من توفر الروح الجميلة والحضور المسرحي.. وهذا ما يتوافر للفنانة هدى عربي التي تتّسم بروح مرحة وقدرة هائلة في التواصل مع جمهورها دون تكلف، مما منحها شعبية كبيرة لدى المتلقي السوداني الذي استقبلها بكل حفاوة كفنانة كاملة الدسم.

عمار السنوسي:

الحقيقة التي لا تقبل الشك أن الفنان عمار السنوسي واحد من أندر وأجمل الأصوات في التاريخ الغنائي السوداني.. وكان بإمكانه أن يشكل إضافة ثرة لمسيرة الأغنيه السودانية عبر إنتاجه الخاص.. وهو قدم تجربة جادة وممعنة في الخصوصية ولكنه لا يلتفت لفكرة التجديد ويفتقر للمواكبة ومازال صوته سجيناً في أغنيات سيد خليفة بلا مُحاولات لتحديد هويته الإبداعية.

المبادرات السياسية:

صحيح أن بلادنا تعيش حالة من التشظي وعدم التوافق .. وافتقدت التخطيط السليم والبعد الاستراتيجي.. ولعل المبادرات الحالية هي نمط كلاسيكي لا ينتج إلا مزيداً من إعادة تدوير للوجوه القديمة بمكياج جديد .. ولكن بتقديري أن الحل الحقيقي يكمن في إفساح المجال لمبادرات المبدعين، فهي تحمل رؤية وطنية خالصة بلا اجندة او مواجد شخصية ومصالح ذاتية ضيقة تكرس للجهوية والقبلية.

Exit mobile version