مدثر خيري: هذا رأيي في خطوة الهلال بشأن (الصيني)

 

أجراه: ناصر بابكر  15 اغسطس 2022م

أثار تعاقد الهلال مع لاعب المريخ “عماد الصيني” جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية قبل أن تتطوَّر الأوضاع بعد رواج أنباء تتحدث عن إبعاد الهلال للاعب من السيستم ومن الكشف الرسمي، وأنباء أخرى عن فسخ الهلال لعقده مع “الصيني”، فهل تسهم تلك الخطوات في إبعاد شبح العقوبات الرياضية والمالية عن اللاعب والنادي؟ وهل الحديث الذي راج قبلها حول عدم معرفة الهلال بعقد “الصيني” الثاني مع المريخ يعتبر سبباً لعدم توقيع عقوبات على النادي؟ وهل للقضية علاقة بوجود عقد اللاعب مع المريخ في السيستم؟ وهل يعتبر “الصيني” حالياً لاعباً للمريخ حال قام الهلال فعلاً بفسخ عقده؟ كلها تساؤلات مطروحة في الساحة الرياضية وضعتها (الصيحة)، على طاولة الخبير القانوني ونائب الرئيس للشؤون الرياضية بمجلس المريخ المنتخب في جمعية الإستاد “د. مدثر خيري” وخرج منه بالإفادات التالية.

المخالفة

كشف نائب الرئيس للشؤون الرياضية بمجلس المريخ المنتخب في جمعية الإستاد “د. مدثر خيري” رأيه في قضية تعاقد نادي الهلال مع لاعب المريخ “عماد الصيني” وقال في تصريحات خاصة لـ”سبورتاق”: في البدء يجب تحديد المخالفة وهي أن اللاعب قام بتوقيع (عقدين) مع ناديين مختلفين يغطيان نفس الفترة وبالتالي خالف نص المادة “25” الفقرة “10” ، وطالما أن اللاعب محلي ووقع مع ناديين محليين فاللوائح الواجبة التطبيق هي اللوائح الوطنية المحلية.

العقد والسيستم

وأضاف: بعد تحديد المخالفة بنص القانون وهي (25 / 10) ، فالمادة نفسها حدَّدت المخالفة ونوعها وهي توقيع (عقدين يغطيان نفس الفترة) ولم تتحدث عن (السيستم)، وهي نقطة مهمة حتى نفرِّق بين (السيستم) وهو مجرَّد أداة تقنية وبين (العقد) وهو أصل علاقة العمل بين النادي واللاعب، لذا كل اللوائح سواء المحلية أو الدولية تتحدث عن (العقود) سواء فسخ (العقد) بالتراضي أو فسخ (العقد) لسبب مشروع أو فسخ (العقد) بسبب غير مشروع وتوقيع (عقدين) يغطيان نفس الفترة، أو التحريض على فسخ (العقد) ، وبالتالي جزئية السيستم لا مكان لها من الإعراب في مثل هذه المخالفات المتعلقة بأصل علاقة الأندية باللاعبين وهي (العقد)، وطالما أن المادة حدَّدت المخالفة، فذات المادة قالت (تطبق الأحكام الواردة في هذه اللائحة) وبالتالي يجب مطالعة العقوبات التي حدَّدتها اللائحة لهذه المخالفة.

الإيقاف والتعويض

وأردف “د. مدثر خيري”: اللاعب الذي يوقع عقدين مع ناديين مختلفين يغطيان نفس الفترة يكون قد فسخ عقده مع ناديه الأول بدون سبب مشروع والعقوبة التي حدَّدتها اللائحة لهذه المخالفة هي (الإيقاف لفترة أربعة أو ستة أشهر) والتعويض الذي يكون أما متفقاً عليه ومحدَّد في العقد أو يتم تقديره حال لم يكن منصوصاً عليه في العقد.

التحريض والإخطار

وبخصوص الهلال، أفاد : الحديث الذي يردد بشأن عدم معاقبة الهلال بحجة عدم معرفته بأن للاعب عقد آخر مع المريخ، أو أن “الصيني” خدعهم وأبرز لهم العقد القديم الذي انتهى، حديث ساذج وبلا قيمة قانونية، فالمادة “24” حدَّدت أن أي نادي يوقع عقد مع لاعب انهى عقده بدون سبب مشروع مثل “الصيني” يفترض أن لا يكون هو النادي المحرض، وجزئية التحريض نفسها لا يتم تحديدها بأن النادي يعلم أو يجهل حقيقة عقد اللاعب كما يردد البعض وإنما محددة في اللائحة نفسها بإطار قانوني وهو (اتباع الإجراءات) والإجراءات محددة في الأحكام العامة في المادة (25) التي تقول: (أي نادٍ يرغب في توقيع عقد جديد مع لاعب “يجب” أن يخاطب ناديه برغبته في التفاوض) وطالما أن نادي الهلال لم يخاطب نادي المريخ برغبته في التفاوض مع (الصيني) فيعتبر تلقائياً هو المحرِّض على فسخ العقد بدون سبب مشروع وبالتالي يستحق العقوبات الرياضية لفترة أو فترتين متتاليتين مع العقوبات المالية، مع التنويه لأن الإخطار لا علاقة له بتبقي فترة في عقد اللاعب أو لا كما يفهم البعض، وإنما هو ملزم وتم تشريعه ليحصل النادي الذي يرغب في ضم لاعب على معلومة موثوقة بشأن عقده مع ناديه السابق وقفل الباب أمام الهروب من مخالفات تحريض العقد بحجة الجهل بحقيقة تعاقد اللاعب مع ناديه السابق، والحالة الوحيدة التي لا يحتاج فيها النادي لإخطار النادي السابق للاعب بنيته التفاوض معه، هي تقديم اللاعب لمستند فسخ عقد بالتراضي مع ناديه السابق، لأن هذا المستند الوحيد الذي يثبت أن اللاعب بات حراً بإقرار ناديه السابق وموافقته، أما الاستناد لحديث أن الصيني خدع الهلال بالعقد القديم فلا قيمة قانونية له، لأن الهلال أساساً غير معني بعقد الصيني أو أي لاعب آخر مع ناديه، والهلال نفسه وأي نادٍ آخر يعلم أن الأندية يمكن أن توقع مع لاعبيها عقوداً جديدة تبدأ بعد نهاية العقد الساري سواءً بعد عام أو عامين وهي ممارسة معلومة ويفعلها الهلال نفسه، وبالتالي إبراز عقد قديم لا يعني أن اللاعب لا يملك عقد جديد يبدأ سريانه بعد نهاية العقد القديم، كما أن العقد هو عقد بين طرفين ولا يمكن أن تستند كنادي على إفادة طرف واحد (العامل) وتتجاهل إفادة (صاحب العمل) لأنك في هذه الحالة تكون اخترت بكامل إرادتك أن تخدع نفسك بتجاهل اتباع القانون، وأن تجعل من نفسك فريسة لخداع اللاعب، والقانون في كل الأحوال لا يعفيك من تبعات المخالفة، كما أن القانون -أيضاً- يحمِّل النادي مسؤولية مخالفات لاعبيه وهو أمر معلوم بالضرورة، وطالما أن الصيني بات لاعباً للهلال فالنادي يتحمَّل مسؤولية المخالفة التي وقع فيها.

الإبعاد من السيستم

وتطرَّق “د. مدثر خيري” في حديثه لـ”سبورتاق” لجزئية إبعاد الهلال للصيني من السيستم والحديث الرائج حول فسخ الهلال لعقده مع اللاعب وقال: كما ذكرت سابقاً فإن القضية كلها متعلقة (بمخالفة العقود) ولا علاقة لها بالسيستم، وطالما أن مخالفة فسخ العقد بدون سبب مشروع ثبتت على اللاعب بإقراره أمام اللجنة، وطالما أن مخالفة التحريض على فسخ العقد ثبتت على الهلال بإقراره أنه وقع عقد مع (الصيني) دون أن يخاطب ناديه كتابة قبلها، فإن خطوة إبعاد الهلال للاعب من السيستم أو استبعاده من كشف الفريق الرسمي تعتبر شأن خاص بالهلال ولاعبه ولا علاقة لها أو تأثير على مجريات قضية مخالفة العقد التي وقع فيها النادي واللاعب.

مخالفة جديد

وأضاف د. خيري: أما حال قام الهلال بفسخ العقد الذي وقعه مع الصيني، فإن تلك الخطوة لن تعفيه -أيضاً- لا هو واللاعب من المخالفة التي ارتكبوها بحق المريخ، مع التنويه لأن فسخ الهلال لعقده مع “الصيني” لا يعني أن اللاعب سيستمر تلقائياً مع المريخ، فالعقد الذي وقعه الهلال مع اللاعب في وقت سابق يعني تلقائياً أن الصيني فسخ عقده مع المريخ بدون سبب مشروع وبالتالي لم يعد لاعباً للمريخ وإنما لاعب للهلال مع استحقاقه هو وناديه الجديد للعقوبات الرياضية والمالية .

والهلال حال فسخ عقده مع “الصيني” من طرف واحد فسيكون وقع في مخالفة جديدة تستوجب -أيضاً- العقوبة حال تقدم اللاعب بشكوى ضده، وبالتالي سيعاقب النادي مرتين في قضيتين مختلفتين الأولى التحريض على فسخ عقد اللاعب الخاص بالمريخ، والثانية قضية فسخ العقد من طرف واحد مع لاعبه “الصيني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى