إسماعيل تاج السر محمد يكتب : “دعوها فإنها منتنة” فهل سمعنا وأطعنا أمر الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام؟

30 يوليو 2022م

ما يحدث من فتن واقتتال بين مكونات مجتمع، يشهد بسماحته البعيد قبل القريب، وراءه أياد للاستيلاء والسيطرة على السودان، ولا يكاد ينتابني شك في أن ذلك هو لتحقيق الوهم اليهودي القديم بقيام دولتهم المزعومة من الفرات إلى النيل!!! وأعتقد بأن ذلك يقوم على استراتيجيتين:

اﻷولى: السعي إلى قيام حكومة مركزية قابضة دون اعتبار لشكلها مدنية كانت أو عسكرية شريطة أن تكون منصاعة لهم وتنفذ ما يريدون، وذلك  من خلال استخدام سياسة الجزرة والعصا.

الثانية: التخلص من السكان الحاليين بالتهجير أو القتل واستبدالهم بآخرين من دول أخرى، وذلك من خلال خلق اﻷزمات وإذكاء نار الجهوية والعصبية وزرع بذور الفتن والاحتراب والاقتتال، حيث إن الشخصية السودانية بكل تراكيبها العرقية وتبايناتها الثقافية في الشرق والغرب والشمال والجنوب، تتفق في كونها صعبة المراس والانقياد وبطبيعتها متمردة، وهذه الصفة وهذا السلوك نجده حتى في اﻷجناس التي استقرت حديثاً في السودان.

———————–

إذن ما هو واجبنا تجاه ما يجري اﻵن في السودان؟

———————–

الجهوية كمفهوم للتوصيف والتعريف، مهما كان المعيار والأساس الذي يُستخدم في ذلك التوصيف والتعريف (ديني، عرقي، قبلي، لغوي، فكري، سياسي، اجتماعي، نفسي، اقتصادي، طبقي، جغرافي، فئوي، مهني، جنسي ورياضي، …إلخ)، هي جهوية محمودة، ولا حرج فيها من المنظور الشرعي، بل هي مطلوبة لصلاح الكون حيث تؤدي إلى تحريك مكوناته من خلال آلية المدافعة التي لا تكون إلا بالأضداد، وهي من حكمة خالق الكون، حيث أن ذلك مرده إلى تباين واختلاف الناس في كل شئ، وهو من جمال الخلق، فاختلاف الزهور والأشجار في البستان لا يزيده إلاّ جمالاً وبهاءً، فهو أمرٌ ربانيٌّ قدره المولى عز وجل، وهي بخلاف الجهوية المذمومة التي هي نتاج هندسية سياسية شيطانية بغيضة مارستها وتمارسها أطراف خارجية وداخلية، بقصد أو غير قصد، خلخلة البنيان الذي ينتظم بداخله الأفراد، وذلك عن طريق إذكاء نار العصبية، وذلك إما بسبب خوف الفرد أو طمعه، فتتولد لديه رغبة في الانتماء إلى جهة أو جهات ينسب نفسه لها بحثاً عن السند من أجل دفع الخوف أو الحصول على سلطة ومنافع، وهو ما نهى عنه الرسول صلى الله حيث قال: “دعوها – أي العصبية – فإنها منتنة”.

———————–

تلك مشاركة في حلقة نقاش عام 2013 حول الدور المجتمعي لاحتواء الجهوية، أرجو مشاركتها معكم، ملخص المقالة مضمن في هذه الرسالة، لكنني أفضل الاطلاع عليها من خلال الملف المرفق (PDF) لتجنب اختلال تنسيقها المتوقع بسبب اختلاف إعدادات الأجهزة التي ستستعرض من خلالها.

مع شكري وتقديري لاهتمامكم

بريد: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى