عبد الله مسار يكتب : كما تدين تُدان

27 يوليو 2022م

نشرت السفارة الروسية في باريس كاريكاتيراً على صفحتها بـ”توتير” يظهر فيه رجلاً مريضاً مُستلقياً على طاولة عمليات جراحية يمثل أوروبا، وفوقه طبيبان يرتديان زيّاً كُتب على أحدهما (إمبراطورية الأكاذيب) ويمثل أمريكا، والآخر (الرايخ الأوروبي) ويمثل الاتحاد الأوروبي.

ويقوم الطبيبان بإعطاء المريض حقناً خبيثة كُتب عليها:

الروسوفوبيا

النازية الجديدة

العقوبات

ثقافة الإلغاء

كوفيد – 19

هذا الكاريكاتير لم يعجب الرئيس الفرنسي ماكرون، فخرج غاضباً في تصريح لوكالة فرانس برس قال، إن نشر هذا الكاريكاتير أمرٌ غير مقبول أبداً.

رددت عليه الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على صفحتها: سيدي الرئيس الفرنسي هل تتكلّم بجدية؟! أليس أنتم في فرنسا من كان يعلمنا أن أي رسوم كاريكاتيرية هي أمرٌ طبيعيٌّ لأنّها من حرية الصحافة. حتى تلك الرسوم الفظيعة التي نشرها شارلي ابدو ضد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟!

لقد قرّرنا اتباع نصيحتكم واستخدام الكاريكاتير الذي تعتبرونه دليلاً على حرية التعبير والآن لا يعجبكم هذا!

لا لا لا  أنت سيدي الرئيس تمزح!

أعتقد أنّ هذا الكاريكاتير الذي رفضه السيد الفرنسي ماكرون وكان بالنسبة له شديد الوقع ومُؤلماً جداً هو عين الكاريكاتير والرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم والتي احتج عليها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، ولكن في حينه قالت الحكومة الفرنسية ان ذلك من حرية الصحافة وان فرنسا دولة ديمقراطية ذات صحافة حرة يكتب فيها الكل كما يشاء. ثم جاء الرد الإلهي ليفضح هذه الدولة وفي باريس بهذا الكاريكاتير الذي جاء من السفارة الروسية.

وأعتقد أنّ كل ما جاء في الكاريكاتير من تعبير حقيقي ينطبق على حال أوروبا الآن، لأن أوروبا في طريقها إلى (إمبراطورية سادت ثُمّ بادت).

ولكن الدرس الأصلي والحقيقي أنّ العقاب الإلهي والانتقام للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم جاء من جنس العمل وفي عقر دار ماكرون وعلى قاعدة العقوبة من جنس العمل. ولذلك انطبق عليه القول (كما تدين تُدان).

والمثل السوداني ((التسوي كريت (الغنماية) في القرض تجده في جلدها))، إنّهُ الإنصاف الإلهي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى