ياسر زين العابدين المحامي يكتب : قطاع السُّكّر والدولة الغائبة المغيبة

27 يوليو 2022م

 

عام 2019 أعلن مُستثمرون الاستثمار في صناعة السُّكّر بمصر…

ضخُّوا مبلغ (1.5) مليار دولار لزيادة

المساحات المزروعة…

(2019) زاد الإنتاج من سُكّر القصب

والبنجر…

قبلها كانت مصر تستورد السلعة…

عام (2022) اكتفت منها ذاتياً…

تطوُّر بزمن قياسي يُنبئ عن عزيمة…

تنبّأ الأمريكان بارتفاع إنتاج مصر بصورة لافتة…

العبور جاء بعزيمة – بفكر – بجهد…

بتبني مُبادرات لتطوير هذه الصناعة…

بإجراء تجارب إرشادية مع شركات عالمية ذات سُمعة…

بتوطين زراعة تقاوى حديثة أحادية

الجنين عالية الإنتاجية…

بزيادة مساحة الأصناف الحديثة…

مصانع شركة الدلتا للسُّكّر مُتطوِّرة

التقنية…

ومن مصاف المصانع العالمية…

الدولة رعت القطاع – دفعته للأمام…

خفّضت الرسوم – لم تثقل الكاهل…

تابعت بعينٍ لا تنام – فعبرت تماماً…

لم تفرض الأتاوات المُقنّنة الباهظة…

زيادة الإنتاج خدم الاقتصاد الكلي…

وبالسودان الأمر جَد مُختلفٌ…

الدولة بلا نظر – بلا فهم – بلا عقل…

لا تعرف كيف تصنع النجاح…

ترسف بقيد الجهل – وبسُوء الإدارة…

غائبة بغباء مفرط – بإهمال شنيع…

مغيبة لا ترغب بالإفاقة من غيبوبتها…

لا تُفكِّر ملياً ثم تسأل…

لماذا تراجعنا للوراء – ما الحلول…

رغم الأراضي الشاسعة البكر…

والعُقول الإدارية والفنية المُميّزة…

والذين يعرفون كيف نرتقي…

بغيابها، وبتغييبها دَمّروا الصناعة…

برضاعتها من بزازتها دمّروها…

أرهقوها صعوداً – جعلوا أمرها عسراً…

فعلوا غير عابئين بكل شيء…

بمُعاناتنا – بصراخنا – وقد طَفَحَ الكيل…

التطوُّر يرفد الاقتصاد أليس كذلك…

فينبغي دعمه – تأهيل مصانعه – برسم

سياسة حازمة…

عدا كنانة المصانع مُنهارة – فاشلة…

كنانة بظروف بالغة التعقيد تُصارع…

تسد الفرقة – تدعم الاقتصاد – تسهم

بتوطين صناعة السُّكّر…

برغم الرسوم الباهظة والظروف…

ومَن يتربّصون الدوائر…

المُقارنة بين مصر – السُّودان معدومة..

دائماً (فشل) لماذا – ما (الغائب)…

نملك المُؤهّل الفني والإداري والإنتاج

غائبٌ…

والمستثمر غائبٌ – فلن يجازف البَتّة…

الفرق يكمن بحب الوطن..

بالوطنية – بالتجرُّد من النزق والهوى…

لن يتغيّر حالنا ما لم نبحث بالقاموس

عن معنى هذه المفردة…

فما لم نجرِ جراحة عميقة لهذه القيمة والمفهوم…

سنسقط بالقاع ما لم نتجرّد…

سندفع الثمن غالياً يوماً ما…

لن نعبر ما لم تعِ الدولة مسؤولياتها…

ثم عرفت لماذا غابت – مَن غيبها – من

يغيِّبها عمداً…

أما انها تعرف وتغض الطرف…

مَن يعرف يجب أن لا يغلق فمه…

وأن يكون قلمه حزمة ضوء ضد هؤلاء وأولئك…

للحديث بقية…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى