الغالي شقيفات يكتب : مؤسس الكفاح المسلح

25  يوليو 2022م

ضربت حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي المنشقة من حركة وجيش تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبد الواحد محمد أحمد النور المحامي، والحركة المنشقة أصبح لها وجود بعد توقيعها لاتفاق السلام بمدينة جوبا، الذي بموجبه حصلت الحركة على منصب عضو المجلس السيادي وكان من نصيب رئيسها الدكتور الهادي ادريس، ومنصب والي شمال دارفور والذي تولاه الأسير السابق نمر محمد عبد الرحمن، وصدرت عدة بيانات من قيادات بالحركة المذكورة تنادي بالاصلاح والمؤسسية، ادت إلى انقسامها وتابعت قرارات صدرت من المجموعة الموالية للدكتور الهادي إدريس، فصلت بموجبها الصادق يحيى والصادق برانقو أمين التنظيم والإدارة والأستاذ القائد صلاح محمد عبد الرحمن المعروف بصلاح أبو السرة نائب رئيس الحركة ورئيس جبهة القوى الثورية الديمقراطية والقيادي بالجبهة الثورية، وهو مؤسس الكفاح المسلح وله تاريخ نضالي طويل في الداخل والخارج وحارب مع الرئيس الإريتري حتى نالت استقلالها وكان حاضراً في اتفاق جوبا، موجهاً ومنظماً ومستشاراً، وقد كتبت قبل حوالي عام في هذه الزاوية، وقلت إن الرجل مهمش وإمكانياته الثورية والتنظيمة أكبر من أن يعمل تحت تنظيم اثني منغلق، ورؤيته لا تتعدى حدود محليتين بولاية شمال دارفور، ولا يؤمن قادته بالانفتاح.

ووجود أبو السرة كان يمثل لهم نوعاً من التنوع ومشاركة الآخر، ولكن كما قلت من قبل لا يزال القادة في محطة 2003.

وفي الأثناء، انتقد القائد الصادق خميس، أمين التنظيم والإدارة، قرارات الهادي ادريس واعتبرها فردية وارتجالية، واصفاً اياه بالمنتهية ولايته في أغسطس 2021، متهماً التنظيم باغتيال الخصوم، كما أن الأستاذ محمد عبد الله الشهير بحمادي وأحد قيادات الإعلام التقنية المهمة الذين تلقوا تدريباً في الخارج ويشكّل للحركة منطقة جغرافية مهمة، هي منطقة كورما، تقدم باستقالته من الحركة أكيد يكون مظلوماً من قريبه الدكتور الهادي الذي لا يعلم أهمية أمثال حمادي في تنظيمهم.

فالرجل كان رئيس طلاب كورما، وتصدى لهجمات مناوي إعلامياً إبان ضرب كورما التي فقد فيها العديد من أهله وقدموا مئات الشهداء والمفقودين، ولأن الدكتور الهادي قادمٌ من المقاعد الخلفية، لا يعلم حجم تضحيات أهل كورما موطن الكادر المستقيل محمد عبد الله بين هلاليين حمادي، ولكن نمر يعرفهم، وكذلك الشهيد محمد عبد السلام طرادة، فهم كانوا لهم نعم العضد والسند، ولكن سكرة السُّلطة الزائلة.

عموماً.. خسر الهادي ادريس كوادر مهمة وفاعلة، وحركته في طريقها للتلاشي أول ما تفقد المقاعد التنفيذية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى