عبد الله مسار يكتب :الأحزاب للانتخابات

20يوليو 2022م

اطلعت على لايف لأحد أعضاء لجان المقاومة، في ندوة أقامها خالد سلك وآخرون، وتحدثوا فيها حول السلطة المدنية، وإنّهم ضد العسكرية، ويجب أن يسلم الجيش السلطة للمدنيين، ويجب أن يخلي الجيش سبيله ويترك السلطة للقوى الثورية، ويخصون بذلك الحرية والتغيير المجلس المركزي، لأنهم هم الأحزاب الثورية التي قامت بالثورة، وطبعاً هذا القول مجاف للحقيقة.

أولاً: الثورة تراكمية بدأت منافحة الإنقاذ منذ اول يوم قامت فيه، بدأت من خطاب السيد المرحوم الصادق المهدي الذي جاء فيه معكم القوة ومعنا الشرعية، واستمرت المعارضة بأشكال مختلفة، تمردات مسلحة وإضرابات ووقفات واعتصامات، وأغلب الذين دخلوا السجون في ذاك الزمن من الأحزاب التقليدية والحزب الشيوعي والتجمعات المهنية والنقابية.

ثانياً: كل الطيف السياسي قد اشترك في الإنقاذ عبر  اتفاقيات مختلفة وخاصة أحزاب الحرية والتغيير المجلس المركزي، حيث اشترك الحزب الشيوعي  والبعث السنهوري والبعث وداعة والبعث يحيى الحسين والجمهوري والناصري ساطع، وكانت مشاركة مباشرة سواء كانت في الحكومة التنفيذية او المجلس الوطني او ولاة ولايات او نواب ولاة او وزراء ولائيين او أعضاء في المجالس الولائية من عام ٢٠٠٥م إلى ٢٠١١م، بل امثال ياسر عرمان ترشحوا لرئاسة الجمهورية، وجميعهم جاءوا عبر اتفاقيات، وجميع من شارك الإنقاذ من غير المؤتمر الوطني والشعبي جاء إليها باتفاقية، بدءاً من اتفاقية الهندي، ثم جيبوتي، ثم نيفاشا وأبوجا والدوحة، ثم اتفاقية الشرق وغير ذلك.

ثالثاً: هنالك آخرون اشتركوا تحت التربيرة واستفادوا من الإنقاذ مقاولات ومشاريع وعطاءات.

رابعاً: آخرون استوعبوا مخبرين ضمن الأجهزة الأمنية في فترات مختلفة.

إذن الكل اشترك في الإنقاذ.. إذن الكل فلول، وهذا ما قاله أحد الشباب من لجان المقاومة، ولكن هنالك آخر قال دون حرج، قلتم العساكر للثكنات وهذا كلام صحيح، ولكن شطر البيت الآخر الأحزاب للانتخابات، لأن الفترة الانتقالية لا مجال فيها للأحزاب، بل الأحزاب مكانها الانتخابات عشان تحكم عبر التفويض الشعبي وعبر صندوق الانتخابات، يعني لا مجال للأحزاب في الفترة الانتقالية، وذلك عدالة حتى لا تجير هذه الاحزاب حال حكمها في الفترة الانتقالية لصالحها، ولذلك الدعوة إلى حكومة كفاءات وطنية غير حزبية صحيحة.

إذن قول ذاك الشاب في ندوة خالد سلك صحيحٌ، حيث قال لهم إنّنا انتهينا من أمر الجيش للثكنات، وعليه يجب ان نقرر الأحزاب إلى الانتخابات!!!

وأعتقد أن الشباب في لجان المقاومة أدركوا انتهازية الأحزاب في (قحت وغيرها)، لأنّ الوعي بدا يدب بينهم، وأدركوا هذه الانتهازية التي تقودهم إلى الاستشهاد وزعماء الأحزاب إلى كراسي الحكم، يعني الشباب إلى الموت وزعماء الأحزاب إلى الحكم، وطبعاً هذا الشاب الذي قال لهم الجيش إلى الثكنات والأحزاب للانتخابات، قطعاً صُنف “فلولاً” رغم صحة قوله، لأنهم كانوا مستغلنه “مغفل نافع”، ولكن لما أدرك انتهازية الأحزاب صار فلولاً وقد يكون استشهد حتى لا يفهم الآخرون ما ادرك من وعي.

إذن هذا الوعي مطلوب لأنه فعلاً مكان الأحزاب الانتخابات وليس الحكم في الفترة الانتقالية، ولكن أحزاب قحت رصيدها  الجماهيري صفرٌ كبيرٌ، حيث لم نسمع أو نر عضواً واحداً منتخباً من الجماهير من البعث بكل فروعه ولا الناصري ولا الجمهوري، حتى الشيوعي لم يتجاوز ثلاثة مقاعد في اي برلمان منتخب، ولم يحصلوا على خمسة مقاعد إلا بالتعيين من البشير في برلمان ٢٠٠٥ – ٢٠١١م بعد اتفاقية نيفاشا.

إذن الأحزاب في قحت تهرب من الانتخابات هروب النصيح من الأجرب، ولذلك عاوزين فترة انتقالية مدتها طويلة، وعاوزين حكماً مجاناً على حساب الشباب في لجان المقاومة، يعني ظاهروا واعتصموا واشربوا البمبان  وموتوا واستشهدوا ونحن  نلبس البدل والكرفتات  ونحكم.. نظرية انتهازية لدرجة غريبة!!!

ولذلك أنا هنا أؤيد أن نسلم الفترة الانتقالية للجان المقاومة من الشباب والشابات المستقلين  الوطنيين الذين لا ينتمون إلى الأحزاب، فقط عليهم ان ينظموا أنفسهم في لجنة مركزية ولجان فرعية  ويبعدوا كل الحزبيين حتى الكدايس الذين تحدث عنهم آخر.

عندئذ نقول الجيش إلى الثكنات والأحزاب للانتخابات، والحكم لكفاءات وطنية مستقلة ومن خلال لجان المقاومة التي لا علاقة لها بالأحزاب، وكلنا كأحزاب نجهز أنفسنا ونستعد ونذهب إلى الجماهير ونأتي عبر صناديق الاقتراع، ومرحب بمن تأتي به الصناديق نقطع له سلام تعظيم.. ولكن بالانتهازية التي قال عنها أحدهم انهم لا يملكون إلا الشهداء، يعني تقتلوا أولاد السودان عشان تحكموا..؟ إنها فعلاً الانتهازية.. ولكن أعتقد بدا الوعي وغداً يعم.

أيها الشباب الثوار انتبهوا، كفاكم استغفالاً، ووحِّدوا صفوفكم، وكوّنوا قيادة مركزية للثوار نقف معكم جميعاً لتحكموا ونذهب في الأحزاب إلى الانتخابات.

ونكتب في المقال الآخر عن شاب من لجان المقاومة اعترض على شعار لا شرعية ولا مساومة ولا تفويض!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى