Site icon صحيفة الصيحة

دردشة عابرة مع رئيس جمهورية الحب

اسحق الحلنقي

دردشة عابرة مع رئيس جمهورية الحب
الحلنقي: أنا ومحمد وردي كنا أرواح هائمة التقت في حب وطن اسمه السودان!!
حوار: سراج الدين مصطفى
إسحاق الحلنقي .. لهذا الاسم طعم خاص.. ورنين يختلف عن كل الأنغام.. فهو لا يحتاج لتعريف.. ولا ينبغي لي أن أدخل في هذه المتاهة الكبيرة.. الإشارة لأغنيات مثل بتتعلّم من الأيام وعصافير الخريف وأعز الناس وأقابلك كافية جداً للتعريف.. لأن أغنياته كانت هي بطاقته الشخصية.. جلست مع الحلنقي في دردشة عابرة وخاطفة.. وقصدت أن أتحدّث معه عن (شخصيات) وليس (مواضيع).. فتحدث بعفويته المعهودة…
ماذا عن اقتراحك بأن يتم تحويل قبر (تاجوج) كمزار للعشاق؟
أي بلاد في الدنيا نجدها تهتم بتخليد عشاقها.. والتاج محل نموذج باذخ أمامنا لقصص تخليد الحب والعشاق.. والقصة معروفة للجميع.. ونحن حينما نخلد ذكرى تاجوج.. من المؤكد بأن كل عشاق السودان سوف يزورن المرأة التي يحكي عن جمالها ويقال بأنها اذا نظرت للشمس فسوف تتوارى الشمس خجلاً من شدة ضيائها وجمالها.. وأنا أطالب وزير الثقافة والإعلام بولاية كسلا بأن يقيم هذا المزار حتى يكون قبلة لكل العشاق من السودان ومن خارجه.
يبدو أنك لا تخشى هجمة بعض الجماعات التي تقف ضد زيارة الأضرحة والقبور؟
تاجوج لم تكن راقصة ولا فاجرة.. بل كانت تمثل المرأة السودانية الجميلة.. فلماذا لا نزور قبرها ونترحّم عليها.. ما الذي يمنع ذلك يا صديقي سراج؟
أنا دايرك تحكي لي عن محمد وردي؟
أنا ومحمد وردي كنا أرواح هائمة التقت في حب وطن اسمه السودان.. فكان الناتج أجمل الأغنيات التي يمكن إهداؤها للعذارى.. وأغان تحكي القيم والمضامين الإنسانية الجميلة.. وأغنيات للوطن.. لذلك اتّسمت بالخلود.
أنت تقول ذلك رغم غيمة الخلاف التي ظللتكما لفترة من الزمن؟
هذه طبيعة البشر يا عزيزي سراج.. كان لا بد أن نختلف حتى نكتشف المحبة الكامنة في الدواخل.. ونحن حينما نختلف نعود أجمل وأبهى وأزهى.. وأنا والله العظيم فقدت محمد وردي.. وأنا حينما كنت في مقابر فاروق لدفنه كنت أتخيّل أن وردي لم يمت، بل كان يمشي بجواري.. وطيلة الشهر الأول من رحيله كنت أخرج التلفون لاتصل عليه كعادتي يومياً ولكني أتذكر في اللحظات الأخيرة أن (وردي مات) وما عليّ الا التسليم بذلك.. وحتى هذه اللحظة جميع أرقام تلفوناته موجودة ولن أمسحها.. لأن وردي لا يستطيع الزمن أن يمسح ايّاً من تفاصيله وذكرياته.
لاحظت أنك تحب أغنية عصافير الخريف أكثر من كل أغنياتك؟
عصافير الخريف هي الأغنية الزهرة في بستاني.. لأنها ارتبطت عندي بذكر عصافير تهاجر للشرق.. والشرق يمثل بالنسبة لي كسلا.. وهي ترتاح وتأخذ رشفة من القاش وتُحَلِّق بأجنحتها على ضفافه.. لهذا أحبها بشكل خاص ومختلف.

هذه المودة الخاصة لأغنية عصافير ألا تخشى أن يجلب لك (زعل) من تغنوا لك من كبار المطربين؟
المبدع الحقيقي لا يزعل من مثل هذه الآراء الشخصية.. وهي لا تعني التقليل من أغنياتي الأخرى.. فهي كلها جميلة وذات طعم خاص.. وهذه الأغنية تحلق بأجنحة خاصة.. ومن يستمع لها بصوت الراحل وردي يلحظ في الأغنية أنه أكسبها (تصفيق الأجنحة) حينما قام بتأليف اللحن في المقطع الذي يقول (صفقة جناحك أحزنها).. إنّها أغنية خالدة بخلود محمد وردي.

Exit mobile version