Site icon صحيفة الصيحة

غنية في الذاكرة

اغنية في الذاكرة
حسين بازرعة.. قائد الشجن الغنائي!!
(دو)
من المهم التوقف في تجارب خالدة مثل تجربة الشاعر الوسيم حسين بازرعة.. فهو قدم تجربة ضد النسيان.. تشابكت فيها التفاصيل مع المبدع الراحل عثمان حسين.. فكان الناتج غناء محترما ويحتشد بالعذوبة والرقة والشجن.. ولعل بازرعة هو من أسس لمدرسة الشجن والحزن في الغناء السوداني.. وأغنيات مثل شجن وبعد الصبر والوكر المهجور وغيرها تعبر عنه تماماً كشاعر غنائي مختلف عن حال المطروح من الشعر الغنائي حتى الآن.
(ري)
كان الانسجام واضحاً منذ البداية بين كلمات بازرعة وتلحين وأداء عثمان حسين وهذا يتضح جلياً في كل الأغنيات التي جمعتهما.. وقصيدة القبلة السكرى نظمت على منوال الشعر العربي التقليدي وباللغة العربية الفصحى ورومانسية المعاني ترسم فيه بازرعة خطى شعراء الرومانسية المحدثة وتبع خط أستاذه قرشي محمد الحسن وفيها روح من الشعر المهجري كنمط الشعراء الياس الخوري وإيليا أبو ماضي، فجاء لحنها متميزاً ومؤثراً كالعادة مع الضغط على الكلمات بالموسيقى لإبراز المعاني.
(مي)
لذلك عاشت الأغنية في وجدان المستمع السوداني، وعجز المقلدون في أدائها لأنها تحتاج لملكات عالية في الصوت.. ولم يمض من الزمن الكثير، إلا أن الأستاذ عثمان حسين تناول الأغنية الثانية لبازرعة وهي في مستوى القصيدة الأولى “القبلة السكرى”.. وأغنية الوكر المهجور حزينة في المعنى والأداء الموسيقي وهي تجسيدٌ لواقع الشاعر وأحاسيسه الدفينة.

Exit mobile version