جولة لـ(الصيحة).. انتهاك لحرمة الموتى بإحدى مقابر الخرطوم

الدويحية: معتز عبد القيوم- روضة البلولة

تتعرّض مقابر الشيخ غانم بحيي (الدويحية) في محلية جبل أولياء جنوبي العاصمة الخرطوم، بشكل دائم إلى تعديات جعلت منها مكباً للنفايات ومكاناً آمناً للذبيح غير الشرعي (الكيري)، كما أنها أصبحت غابة تلفها أشجار المسكيت التي تحيط بها من كل جانب، ومن الجانب الغربي تعاني من الغرق أثناء فصل الخريف وفيضانات النيل خاصةً وأن الأمطار تؤثر على القبور التي توجد على الأطراف، كل هذا سببه عدم مراعاة حرمة الأموات وعدم الوعي من قبل المواطن وغياب المسؤولية من الجهات المكلفة برعايتها، خاصةً وأن هذه المقابر لا يوجد عليها رقيب من أهالي المنطقة (الدويحية) خصوصا أو المناطق المجاورة الأخرى مما جعلها عرضة  للاعتداءات.

المقابر

(الصيحة) تجوّلت داخل مقابر الشيخ غانم بحي (الدويحية) على أمل أن يكون الواقع قد تغير إلى الأفضل بعد العمل الكبير الذي قام به شباب أراضي الجيش متمثلاً في عمليات النظافة، ولكن خاب الظن حينما فرضت نفس مشاهد الأمس وجودها على واقع اليوم.

وكشفت الجولة عن ممارسات غير أخلاقية وانتهاك لحرمات الموتى بمقابر الشيخ غانم بقرية (الدويحية) التي تحولت إلى مكب للنفايات ومسالخ للذبح غير الشرعي والمصرح به (الكيري)، فضلاً عن الحيوانات النافقة، مما أدى إلى تلوث بيئي وبصري خطير ينذر بكارثة بيئية وانتهاك صارخ لحرمات الموتى.

وفي الزيارة الي المقابر التي تنبعث منها الروائح النتنة كانت هناك بقايا من الذبيح (الكيري)، بجانب أعداد كبيره من الكلاب الضالة التي اتخذت من المقابر مرتعاً خصباً لها، كما كشف مواطن لـ(الصيحة) عن وجود منزل أنشئ قريباً من المقابر خصصه سكانه للذبح (الكيري)، وبرغم المجهودات المقدّرة من شباب أراضي الجيش لإزالة النفايات ومخلفات الذبيح (الكيري) ومحاولاتهم لنظافة المقابر بشكل راتب إلا أنه لاتزال النفايات متراكمة.

مقبرة

وتحدث أحد شباب حي (الدويحية) عن مقابر الشيخ غانم في فصل الخريف، وأوضح أن المياه التي تغمر المقابر من كل الاتجاهات والفيضانات ومياه مضارب السيول تسهم في جرف الكثير من القبور ونبشها لقوة تيارها، وأشار إلى أنهم وجدوا عظاماً بشرية توزعت على الجانب الغربي من المقابر، بجانب بقايا كفن لميت، وقال إن المياه كثيراً ما تجرف بقايا الجثامين التي تنتشر في المقبرة ومن ثم يأتي شباب من الحي لدفنها ومواراتها الثري من جديد، ونوه إلى أن هذه المياه الملوثة ببقايا الذبيح تواصل مسيرها إلى النيل.

أخيراً.. جولة (الصيحة) كشفت عن افتقار مقابر الشيخ غانم بحي (الدويحية) في جبل أولياء للكثير من المطلوبات الأساسية لحفظ حرمات الموتى ومنها تسويرها وإنارتها مع توفير (خفير) يحمي ويحرس المقابر من الاعتداءات وممارسة الأفعال التي لا تليق بحرمات الموتى الأمر الذي يتطلب اهتماماً كبيراً من قبل حكومة ولاية الخرطوم ومحلية جبل أولياء بجانب الجهد الشعبي لحمايتها.

مقابر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى