يحمل سيرة نوعية .. المخضرم مايك هامر.. هل يفلح فيما فشل فيه ساترفليد؟

 

الخرطوم: مريم أبشر        3 يونيو  2022م 

أعلنت الخارجية الأمريكية على لسان وزيرها أنتوني بيلنكن، تعيين السفير مايك هامر مبعوثاً خاصاً  للقرن الأفريقي خلفاً لديفيد ساترفليد الذي يتأهب لترك موقعه،  لكنه لم يحدد تاريخاً، بيد أن الترجيحات تشير الى إخلاء المنصب قبل الصيف وكلفت الخارجية الأمريكية هامر بعدة ملفات مهمة في المنطقة، على رأسها الاضطرابات في منطقة القرن الافريقي و في مقدمتها الاضطرابات السياسية والاقتصادية في السودان و الصراع الإثيوبي . و قال انتوني ان تعيين هامر يسلط الضوء على الالتزام الراسخ بالجهود الدبلوماسية في المنطقة وأكثرها إلحاحاً ما يدعم عملية سياسية شاملة لتحقيق السلام والأمن المشترك، وقال يتعيّن على هامر التعامل مع أزمات متعددة في المنطقة.

 

مَن هو هامر؟

اختارت الخارجية الأمريكية السفير جيفري فليتمان ليكون مبعوثاً للقرن الأفريقي ليقود الجهود الدبلوماسية في المنطقة الأكثر توتراً في القارة السمراء، لكنه استقال في اقل من عام على تقلده للمهمة , ثم عينت الخارجية الأمريكية الدبلوماسي المخضرم أيضاً ديفيد ساترفيلد, لكنه هو الآخر ترجل عن المنصب ليجئ تعيين هامر ويصبح المبعوث الثالث للخارجية الأمريكية للقرن الأفريقي في العامين الماضيين.

والسفير مايك هامر من السفراء ذوي الخبرات في العمل الدبلوماسي بالخارحية الأمريكية وتنقل خلال عمله الدبلوماسي بالعديد من الدول ممثلاً لبلاده، وكما تشير المعلومات الى أنه نشأ في أمريكا اللاتينية وعاش في هندوراس والسلفادور وكولومبيا وفنزويلا والبرازيل، فضلاً عن ذلك يُجيد التحدث بعدد من اللغات أهمها الفرنسية, والأيسلندية وحسب المعلومات المنشورة في صفحة الخارجية الأمريكية, فقد عينته الخارجية الأمريكية سفيراً لها في الكنغو الديمقراطية في 2018 وعمل ايضاً سفيراً لواشنطن في شيلي لعامين 2014 و2016 . وحسب سيرته المبذولة على الوسائط بدأ عمله الدبلوماسي في العام 1988 قبل تعيينه في شيلي، حيث عمل مساعداً لوزير الخارجية للشئون العامة خلال عامي 2012 و13، وشغل منصب وزير الخارجية بالإنابة لمساعد وزير الخارجية الامريكي للشؤون العامة. وقبل انضمامه الى مكتب الشؤون العامة, عمل هامر في البيت الابيض كمساعد خاص للرئيس ومدير أول للصحافة والاتصالات والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي من 2009 الى 2011 وعمل سابقاً في مجلس الأمن القومي بصفته نائب المتحدث الرسمي من 99 الى 2000 ومدير شؤون الانديز من 2000 الى 2002 . وعمل هامر في كل من بوليفيا والنرويج وأيسلندا والدنمارك، وتشمل مهامه الاخرى في وزارة الخارجية الأمريكية مركز العمليات والعمل كمساعد خاص لوكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية.

 

جوائز

تقول سيرة هامر مبعوث القرن الافريقي الجديد لأمريكا، إنه حاز على عدد من الجوائز القيِّمة، أهمها جائزة الخدمة العامة المتميزة للبحرية وجائزة الشرف المتميز من وزارة الخارجية, وجائزة ادولار أر مورو للوزارة للتميز في الدبلوماسية العامة وعدد كبير من جوائز الشرف العُليا.

 

درجات علمية

حصل السفير مايك هامر على درجة البكالوريوس من كلية الخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون, كما حصل على درجة الماجستير من كلية فليتشر بجامعة نافتس ومن الكلية الحربية بجامعة الدفاع الوطني.

 

عين على السودان

السيرة الذاتية لمبعوث القرن الافريقي و إعطاء الخارجية الامريكية لملفات السودان اولوية في مهمة السفير المخضرم مايك هامر , تؤشر على ان الولايات المتحدة الأمريكية تولي ملف السودان اهمية خاصة , كما يرى السفير و الخبير الدبلوماسي جمال محمد ابراهيم، مشيراً في إفادته لـ”الصيحة” ان  واشنطن رغم انشغالها بملف الحرب الروسية الأوكرانية , إلا أن عينها على السودان وتراقب ما يجري  من تطورات  ملف سد النهضة الإثيوبية كما تُحظى المشاكل الحدودية بينه و إثيوبيا   باهتمام كبير،  مضيفاً  ان واشنطن تريد للمبعوث أن يعمل على مساعدة السفير الأمريكي الجديد المتوقع وصوله  الخرطوم قريباً في الملفات ذات الصلة بالسودان.

 

دعم التغيير

توقع المحلل السياسي و الخبير الأكاديمي الدكتور صلاح الدومة ان يعمل المبعوث الأمريكي للقرن الافريقي بالتنسيق مع السفير الامريكي للخرطوم على دعم الانتقال الديمقراطي و التحول المدني و الدفع قُدُماً باتجاه مناصرة الثورة و الثوار و لجان المقاومة، وأضاف الدومة لـ(الصيحة) أن الإدارة الأمريكية صحيح انها رسمياً تتعامل مع الأنظمة الحاكمة لكنها تضع في الاعتبار صوت الشارع و مطالبه باعتباره استحقاقاً و أمراً واقعاً.

 

اهتمامٌ أمريكيٌّ

الخبير الأكاديمي الأستاذ آدم خاطر  قال إن الاهتمام الأمريكي بالسودان قديم جداً, بل ان أمريكا هي التي  دفعت اطراف الحكم الثنائي للتنازل عن حكم السودان بمن فيهم بريطانيا التي اسهمت في التوصل لحكومة الحكم الذاتي، و أضاف خاطر في حديثه لـ(الصيحة) أن الاهتمام الأكبر جاء ايضاً عبر وكالة المعونة الامريكية  و ظلت علاقات واشنطن بالخرطوم جيدة منذ حكومة عبود و نميري و توسعت العلاقات لدرجة المناورة العسكرية . و قال ان اكبر سفارة للولايات المتحدة في القارة الأفريقية توجد بالسودان، ووصف خاطر علاقة الخرطوم بواشنطن بالاستراتيجية ليس فقط  ان السودان يمتلك موارد هائلة , بل أيضاً لوضعه السياسي و الجغرافي الاستراتيجي في افريقيا، و هذا وفق خاطر يجعل للمسؤول عن الملف ذا صلة بافريقيار لافتاً الى ان هذا الاهتمام ظهر جلياً إبان إدارة أوباما، مضيفاً أن الإدارة الامريكية تساعد التوجه المفضي للديمقراطية ضد العنف . ولفت الى ان وصول المبعوث وترفيع التمثيل الدبلوماسي لدرجة السفير يمثل سانحة و فرصة حقيقية للسودان ، رغم ان المجتمع الدولي بما فيه واشنطن فرض عقوبات على السودان، إلا أنه بالإمكان أن يعمل السودانيون على تنمية أنفسهم بشكل سلمي، و ذلك في إطار التعاون مع المُجتمع لخلق الظروف الملائمة التي يُمكن من خلالها القضاء على النظام البائد واستعادة الديمقراطية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى