Site icon صحيفة الصيحة

النيجيري أديلي في حوار مع ( الصيحة): خدعوني… وحاولوا خداع الفيفا

حوار: ناصر بابكر           1 يونيو 2022م

شغلت قضية اللاعب النيجيري (أديلي) الرأي العام، وأثارت اهتمام الوسط الرياضي بعد أن تحوَّل ملف اللاعب مع ناديه المريخ إلى أزمة كادت تؤدي إلى عقوبات خطيرة على النادي من قبل لجنة الانضباط بـ(الفيفا) قبل تدخُّل الاتحاد السوداني في اللحظات الأخيرة.
(الصيحة) التي تابعت القضية، حرصت على زيارة المدافع النيجيري قبل ساعات من عودته إلى بلاده، وأجرت معه حواراً مُطوَّلاً تطرَّق من خلاله لكل تفاصيل الأزمة وأجاب على كل تساؤلات الصحيفة.
متى بدأت الأزمة بينك وبين المريخ؟
في أكتوبر من العام الماضي، حيث لم تكن العلاقة بيني وبين المدرب الفرنسي غارزيتو، على ما يرام، وقتها تم إخطاري أن المدير الفني لا يرغب في خدماتي وأنني لن أكون من ضمن الخيارات التي يعتمد عليها، وكان ردي على هذا الأمر (لا مانع ولا مشكلة) هو مدرب الفريق وأنا أتقبَّل قراراته ويمكنكم التواصل مع المحامي لإيجاد صيغة لإنهاء العقد.

وماذا حدث بعدها؟
تطوَّرت الأوضاع في النادي، وغادر غارزيتو، وجاء مدرب برازيلي ثم غادر هو الآخر قبل بدء اللعب التنافسي، وأخبروني وقتها أن المدرب الإنجليزي عائد لتدريب الفريق وأنه يرغب في الاستفادة من خدماتي ويريدني أن أكون موجوداً مع المريخ، وبالفعل بعد عودة كلارك، تحدَّث معي وأشاد بقدراتي التي يعلمها من تجربته الأولى، وأخبرني أنني سأكون من العناصر التي يعتمد عليها، لأنه يثق في إمكاناتي.
لكنك لم تشارك مع الفريق حتى بعد عودة كلارك؟
نعم، هذا صحيح، لكن الأمر لم يكن خطئي ولا لتقصير مني ولم يكن بسبب المدرب أو بقرار منه، حيث كنت وقتها أبذل مجهوداً كبيراً في التدريبات طوال فترة معسكر القاهرة وأحرص على تنفيذ كل المطلوب مني وشاركت في مباريات ودية وسجلت هدفاً وقدَّمت مستويات وجدت الإشادة من الطاقم الفني والمدرب الإنجليزي الذي أخبرني بعدها أنه فوجئ بمعلومة أنه لا يستطيع إشراكي في المباريات الرسمية، لأنني غير مقيَّد في الكشف الإفريقي وغير مقيَّد في الكشف الموجود لدى الاتحاد السوداني بعد أن كان يخطط لإشراكي.
كيف تقبَّلت وضعية وجودك خارج كشف الفريق الرسمي؟
في الواقع، لم أستطع فهم دوافع النادي من الخطوة التي أقدم عليها، حيث تم استبعادي من كشف الفريق دون أن يتم إنهاء تعاقدي، ومن جانبي كنت حريصاً على الالتزام بالعقد الموقَّع على النادي وكنت أشارك في تحضيرات الفريق بصورة منتظمة حتى بعد العودة للسودان وأحرص على بذل مجهود كبير لأحافظ على جاهزيتي.
وماذا بشأن العرض الذي قدَّمته لك إدارة النادي بعدها؟
أخبروني أن هنالك فترة انتقالات قادمة وأنهم يمكن أن يعيدوني للكشف الرسمي وقدَّموا لي عرضاً لتجديد عقدي، لكن بشرط أن أقبل بتخفيض راتبي، لكنني رفضت هذا العرض، وقلت لهم: (أنا لست طفلاً صغيراً ولا لاعباً مغموراً لأقبل بعرض كهذا، أنا لاعب دولي واسم معروف في الدوري النيجيري).
ما هو رد فعل مجلس الإدارة على قرارك برفض العرض؟
أخطروني أنهم في هذه الحالة سيقومون بإنهاء عقدي، ومن جانبي لم أمانع، وطلبت منهم التواصل مع المحامي الخاص بي، وأخبرتهم أنه لديَّ مستحقات وأن هنالك أموال يجب أن أتقاضاها نظير إنهاء العقد وينبغي الاتفاق على هذه الأمور ليتم إنهاء العقد بالتراضي.
وما الذي حدث بعدها ولماذا لم يتم إنهاء العقد؟
لا أعلم السبب، بعد ما دار بيننا، تم تجاهلي مع العلم أنني لم أحصل على رواتبي منذ شهر أكتوبر من العام 2021م، وعانيت أوضاعاً صعبة وتعرَّضت لضغوط من أسرتي بنيجيريا التي كانت تحتاج إلى المال، لكنني لم أتمكَّن لعدة أشهر من إرسال أموال لهم، لأنني لم أكن أحصل على رواتبي رغم أنني لم أخِل بالتزاماتي تجاه النادي.
لماذا لجأت لخطوة تقديم شكوى ضد النادي لـ(الفيفا) واخترت فسخ العقد من جانبك؟
بصراحة أنا تحمَّلت الكثير ووصلت معاناتي لدرجة لم أعد أستطيع معها الصبر أكثر، فالإدارة لم تكن صادقة في تعاملها معي وعاملتني بشكل سييء وحرمتني من رواتبي ومن ممارسة عملي دون أن تظهر أي رغبة أو جدية في حل الأمر بشكل ودي، لذا لم يكن أمامي خيار غير اللجوء لـ(الفيفا) بعد مشاورة وكيلي والمحامي الخاص بي، فالقانون يتيح لي فسخ العقد من طرف واحد حال عدم الحصول على رواتب شهرين فقط، فما بالكم وأنا لم أحصل على رواتبي لأكثر من ستة أشهر، فهل هنالك شخص يستطيع أن يستمر في عمله بلا رواتب طيلة هذا الفترة؟ بصراحة لم يتركوا لي خياراً غير (الفيفا) لأحصل على حريتي لممارسة عملي ولأحصل على مستحقاتي.
لكنك لم تغادر إلى بلادك بعد فسخ العقد؟
نعم، عشت أياماً قاسية للحد البعيد بعد فسخ العقد، أخذوا مني جواز السفر بحجة أنهم يرغبون في عمل إجراءات سفري من تأشيرة خروج وحجز وتذكرة وغيرها، وبعدها لم يتواصل معي أحد ولم يردُّوا على اتصالاتي واستمر هذا الوضع لأيام حتى أدركت أنهم يرغبون في الضغط عليَّ، لأن هنالك شكوى لدى (فيفا) أطالب فيها بمستحقات تصل إلى (59 ألف دولار)، هي مجموع رواتبي المتأخرة إلى جانب تعويض عن الفترة المتبقية من العقد، وفهمت أنهم أخذوا الجواز لحرماني من السفر نوعاً من الضغط والابتزاز.
كيف تعاملت مع هذا الوضع؟
أنا أشرك وكيلي والمحامي الخاص بي في كل خطوة وأضعهم في الصورة بشأن كل ما يحدث لي, خطوة احتجاز الجواز أثارت غضبهم وتحدَّث معي المحامي أن هذا التصرُّف غير لائق وغير إنساني، وأخبرني بأنه سيشكو النادي للجنة الانضباط بـ(الفيفا) وهو ما فعله.
وماذا حدث بعدها؟
المحامي أخبرني أن لجنة الانضباط خاطبت النادي وأمهلته (48 ساعة)، لتسليمي جواز سفري وهدَّدته بعقوبات خصم من النقاط وهبوط لدرجة أدنى ووقتها فقط تحرَّكوا وعادوا للتواصل معي وعقدوا معي أكثر من اجتماع للتوصل إلى تسوية بشأن مستحقاتي وبالفعل اتفقنا على مبلغ (42 ألف دولار)، مقابل التنازل عن القضية وفي اليوم الذي اتفقنا فيه على تلك التسوية كانت هناك ساعات متبقية بشأن مهلة لجنة الانضباط في قضية جوازي، فطلبوا مني توقيع إقرار باستلام الجواز حتى يقوم النادي بإرساله للجنة الانضباط لكي يتفادى العقوبة، وأخبروني أنهم سيكملون إجراءات سفري وينهون إجراء تأشيرة الخروج ويقومون بتسليمي الجواز خلال أيام قليلة ومعه المبلغ الذي اتفقنا عليه تسوية، لنقوم بعدها بتوقيع مخالصة مالية وقفل باب التقاضي بـ(الفيفا)، وبالفعل وافقت لهم على توقيع الإقرار، لأنني لا أرغب في أن يتضرَّر النادي وكل ما أريده هو الحصول على مستحقاتي والعودة إلى بلادي.
لماذا لم يُنفَّذ هذا الاتفاق وعادت قضية الجواز من جديد؟
لأنهم واصلوا رحِلة خداعي، وأكَّدوا لي من جديد أنهم لا يتعاملون بجدية ويصرون على المراوغة ويظنون أنهم يستطيعون خداع الجميع بما في ذلك (الفيفا)، وما أدركته -لاحقاً- أن اتفاق التسوية ما كان إلا خدعة لأوقِّع لهم إقرار أنني تسلَّمت الجواز، حيث لم يُنفِّذوا الاتفاق ولم يتلزموا بتسليمي ولو دولاراً واحداً من الأموال التي اتفقنا عليها ولم يتواصل معي أحد وحان وقت التسليم ومضت عليه أيام دون أن يتواصل معي أي شخص، بل عادوا لتجاهل اتصالاتي فأخطرت المحامي بذلك ليقوم بمخاطبة لجنة الانضباط بـ(الفيفا) أن النادي لم يسلِّمني جوازي حتى اللحظة؟
لكنك كنت وقعت إقراراً بتسلم الجواز وأُرسل الإقرار لـ(الفيفا)؟
نعم، لكن المحامي أخطر لجنة الانضباط بالحقيقة، وأنهم خدعوني ولم يسلِّموني الجواز، وأنني ما زلت عالقاً بالسودان، والنادي ساعدنا بإرسال خطاب في ذات اليوم الذي كان فيه المحامي قد خاطب لجنة الانضباط، طلبوا فيه مني الحضور لسلطات الضرائب وعمل إجراءات، قالوا إنها مطلوبة من قبل إدارة الجوازات حتى يكملوا إجراء تأشيرة الخروج، وعلى الفور أرسلت الخطاب للمحامي الذي أرسله للجنة الانضباط بـ(الفيفا) دليلاً أن الجواز ما زال لدى النادي وأن النادي ما زال يراوغ لعدم إكمال إجراءات سفري.
هل ذهبت لمقابلة سلطات الضرائب وماذا فعلت لجنة الانضباط؟
بالطبع لا، لم أذهب ورفضت هذا الطلب رفضاً باتاً، لأن عقدي مع المريخ لا يحوي أي بند يشير أنني يجب أن أقوم بأي إجراء مع سلطات الضرائب، وبالنسبة لي فإن الطلب لم يكن إلا محاولة ضغط وابتزاز جديدة، وأنا لست لاعباً هاوياً ليتم خداعي، وبالنسبة للجنة الانضباط، فإنها خاطبت المريخ من جديد وأمهلته هذه المرة (24 ساعة فقط)، ليس لتسليمي جواز سفري وإنما لمغادرتي لبلادي وألزمت النادي بعمل كل الإجراءات حتى اصطحابي للمغادرة إلى بلدي وخاطبت الاتحاد السوداني – أيضاً.
وماهي تفاصيل ذهابك لاتحاد الكرة؟
حضر لي بعض المسؤولين بالمريخ وأخبروني أن رئيس الاتحاد السوداني يرغب في مقابلتي، واصطحبوني لمباني الاتحاد والتقيت هنالك بالأمين العام، والرئيس الذي أكد لي أن الاتحاد سيعمل على حل المشكلة بشكل عاجل وسيتابع مع المريخ إجراءات سفري، وقام الاتحاد بمخاطبة لجنة الانضباط وطلب مهلة لخمس ساعات، لإكمال الإجراءات، لأن المهلة كانت ستنتهي في ذات اليوم الذي قابلت فيه رئيس الاتحاد السوداني.
هل اكتملت الإجراءات فعلاً في الفترة المحدَّدة وقبل نهاية مهلة لجنة الانضباط؟
لا، لم تكتمل، وعلمت أن إدارة المريخ أصلاً لم تقم بأي خطوة طيلة فترة احتفاظها بجوازي، وأنها فقط كانت تراوغ وتمارس الضغط عليَّ ولم تتحرَّك إلا بعد إنذار لجنة الانضباط وبعد أن بات النادي على بعد ساعات من العقوبة، لذا لم يتمكَّنوا من إكمال الإجراءات واضطروا لإحضار عربة لاصطحابي من الفندق مساء ذات اليوم، ومع نهاية المهلة لمقابلة رئيس الاتحاد من جديد والذي ترجَّاني أن أطلب من المحامي عدم إخطار (الفيفا) بأنني لم أغادر السودان، وتعهَّد لي بأن تكتمل كل الإجراءات صباحاً وأن أستلم جوازي وتأشيرة الخروج وفحص الكوفيد والتذكرة، وبالفعل وافقت لأنني من الأساس لا أرغب في أن يتضرَّر المريخ ولا أن تخصم نقاطه أو يصدر ضده قرار هبوط لدرجة أدنى، لأنني أحترم وأقدِّر جماهير النادي، وأعتز بفترتي معه رغم كل المعاناة التي عشتها، وكل ما كنت أريده هو إطلاق سراحي لأعود لبلدي وأسرتي.
وماذا بشأن المستحقات المالية والتسوية؟
هذا الملف أغلق باب الحديث حوله بعد أن أخل النادي بالاتفاق الذي توصَّلنا إليه وبعد أن لم يلتزموا بتسليمي الأموال، وكما قلت: بالنسبة لي فإن الإدارة لم تكن جادة من الأصل في منحي مستحقاتي وأعتقد أنهم أرادوا وقتها فقط جعلي أوقع لهم إقرار استلام الجواز ليخدعوا لجنة الانضباط بـ(الفيفا)، والآن قضية المستحقات قائمة لدى (فيفا) وأطالب فيها بمبلغ (59 ألف دولار)، بعد أن كنت تنازلت للنادي عن (17 ألف دولار)، ووافقت على تسوية بمبلغ (42 ألف دولار)، مع العلم أن النادي وبعد صدور حكم من (الفيفا) -أتوقع أن يصدر قريباً- سيدفع رسوماً إضافية عن أشهر التأخير وسيدفع أتعاب المحاماة وسيدفع غرامة لصالح الاتحاد الدولي، وبالتالي يمكن أن يصل المبلغ لضعف ما اتفقت عليه معهم، لكنهم اختاروا عدم تنفيذ الاتفاق وعليهم تحمُّل العواقب

 

Exit mobile version