د. عبد الله فتحي يكتب : المبدع والإبداع السوداني.. حالة ضياع!!

21مايو 2022م

 

رشفة أولى:

 

مبدعون سودانيون في مجالات مختلفة كانوا معشوقي الجماهير، تابعتهم بشغف وهتفت باسمهم وهم في قمة عطائهم.. بداية من لاعبين سودانيين أبطال عالميين في الرياضات المختلفة.. مروراً بعلماء وكتاب وادباء وشعراء ورسامين وفنانين وممثلين احتفى بهم الخارج قبل الداخل في مهرجانات واحتفالات وجوائز وإشادات ومشاركات ونشر عالمي وتخصيص يوم سنوي لذكراهم وشوارع باسمهم ورسائل دكتوراه تبحث في مسيرتهم الإبداعية كتجربة إنسانية تستحق الدراسة لتستفيد منها الأجيال.. وليس نهاية بالفنيين والحرفيين والمهنيين الذين وضعوا بصمة في خارطة الحياة السودانية.. مبدعين يعيشون نهاية عمرهم في بيئة عدم اهتمام قاسية جداً.

لابد من التعامل مع الفنون والإبداع والمبدعين كصناعة وكمورد من موارد الشعب لا كفعل هامشي لا يستحق النظر.

 

رشفة ثانية:

 

(هل تعلم أن برنامج – أسماء في حياتنا – وصل الحلقة رقم 1000؟!!).

وصاحبه الإعلامي السوداني الرقم د. عمر الجزلي.. أطلق صرخة لوم وعتاب وجهها للمجتمع السوداني من فراش المرض عبر الوسائط الأثيرية فحواها (لماذا هذا الإهمال والتجاهل والتناسي لنجوم المجتمع السوداني بمجرد أفول عطائهم وليس حياتهم؟!!)..

طبعاً الردود والمبادرات جاءت آلافا مؤلفة من كل الفئات والشرائح والأعمار والتخصصات والرتب والمهن وربات البيوت (آخرها اتفاقي مع الصحفي العائد من صحيفة (عكاظ) أ. عبد الله عباس لزيارة القامة الجزلي).. في لوحة وفاء تشبه نبل وجمال الشعب السوداني الذي ينقصه التوجيه.. فمن أبرز عيوب السودانيين لا مبالاتهم وعدم تقديرهم لذاتهم.. وكما قال المخرج والمنتج (شكر الله خلف الله): رسلت لعمر رسالة قلت ليهو (نحن بنحبك) لكن زعلان من نفسي انها جاءت متأخرة.

(مسلسل أم كلثوم) لم ينتج صدفة!.. بل بتوجيه من الدولة المصرية للمؤسسة القومية للآداب والفنون لحفظ إرث إبداعي للأجيال القادمة!.

هل تعلم أن فيلم (أمير الشرق – عثمان دقنة) فيلم أنتجته مؤسسة فنية مصرية وبوجوه ممثلين مصريين و(مكي سنادة) مستلق في منزله يمارس الغياب!!.

 

رشفة أخيرة:

 

هل سلوك المجتمع السوداني ضد النجاح!؟.. هل المبدع السوداني عليه أن ينتظر دائماً الاهتمام من الخارج أو الضياع!؟.. هل الموهوب والمبدع السوداني يحتاج لطاقة خارقة كي يبرز إبداعه في مجتمع لا يحتفي كثيراً بالإبداع!؟.

هل الشفاهة والإهمال القومي وعدم التوثيق الفني للإنتاج والمنتج الإبداعي السوداني سيستمر في تجريف ذاكرة الأمة السودانية حتى تنمحي!؟.. أم أن الدولة السودانية ستستيقظ اخيرا وتتبنى إنشاء مؤسسة وطنية لرعاية الإنتاج الفني والمبدع والإبداع السوداني!؟.. و.. معاكم سلامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى