لها لونية تخصها وحدها ومشروعها الفني يتكئ على جمالية روحية لها في الوجدان السوداني .. المادحة فيحاء محمد علي: قالوا لي (ما تشوفي ليك حاجة تأكلِّك عيش بدل المديح)!!

 

هي واحدة من التجارب الفنية المغايرة، لها لونية تخصها وحدها ومشروعها الفني يتكئ على جمالية روحية لها في الوجدان السوداني وقعاً وموقعاً، لأنها رفضت كل شيء وفضَّلت أن توظف صوَّتها لمدح الحبيب المصطفى، لذلك ظل صوتها ينساب بيننا في وجد روحاني وعطر لا ينقطع أريجه.. المادحة فيحاء محمد علي، التي شكلت حضوراً في الأوساط الفنية مؤخراً وشغلت الناس بالعديد من القضايا التقيناها لنطرح عليها الكثير من الاستفهامات والأسئلة التي تدور حول تجربتها الشخصية مع المديح.

حاورها: سراج الدين مصطفى      15  مايو 2022م

أولاً، دعينا نقرأ في بطاقتك الشخصية؟

أنا فيحاء محمد علي آدم، من مواليد النيل الأبيض جزيرة أم جر الغربية، ونشأت بها ودرست الأساس في أم جر – أيضاً- والثانوي العالي في مدينة العليفون وأنا الآن مستقرة بمدينة أم درمان.

متى بدأت علاقتك بالغناء؟

أنا لا أقول علاقتي مع الغناء، ولكن علاقتي بالمديح بصفة خاصة، لأنني لم أغن مطلقاً، بل جئت للفن مادحة.

وهل هذا الشكل بدأ منذ الطفولة؟

حينما كان عمري خمس سنوات، بدأت المديح، وأسرتي حينما لاحظت ميولي للمديح اجتهدت في تنمية هذه الموهبة وكان ذلك عن طريق الهدايا والدفع المعنوي وتكوين أسرتي الذي ينتمي لأنصار الإمام المهدي، وكان الوالد محباً للمديح وكانت هنالك ليلة سنوية يقيمها الوالد كانت كلها مديح للمصطفى صلى الله عليه وسلم. وطيلة هذه الفترات كان الوالد يرعى موهبتي في المديح ويتابعها من خلال الدورات المدرسية، ولكن بعد دراسة الجامعة واصلت مشواري لوحدي.

هل كانت لديك رغبة في الغناء بجانب المديح؟

لم أشعر مطلقاً بأنني أريد أن أغني الغناء العاطفي، ولكن كانت لديَّ رغبة في أداء الغناء الوطني البحت الذي لا يتحيَّز لأي تيار أو أي حزب وحفظت أغاني وطنية مثل: (يا أم ضفاير قودي الرسن ـ صه يا كنار وأكتوبر الممهور بالدم).

حدثينا قليلاً عن تجربتك كمادحة؟

أنا إلى الآن في حالة رضا تام من كوني مادحة، رغم أن هنالك تيارات كثيرة حاولت أن تقف في طريق هذه التجربة ولكن أعتقد أن استمراري هو نوع من التوفيق من الله سبحانه وتعالى، لأنني إلى الآن محافظة وسأظل محافظة. وأقول لك أنا حينما ذهبت للمصنفات الأدبية أرادوا أن يجيزوا صوتي مغنية، ولكنني قلت للجنة: أنا أريد أن أجيز صوتي مادحة وليس مغنية، وأنا سجلت أول حالة في تاريخ المصنفات بأن أكون أول صوت يجاز مادحة.

قلتِ هناك تيارات وقفت ضد تجربتك، أرجو أن تحديثنا عنها بوضوح؟

البعض يريد مني أن أغني الغناء العاطفي وأذكر تماماً حينما أردت إجازة صوتي قال لي أحدهم: (ما تشوفي ليك حاجة تأكلِّك عيش) وفي مرة قالوا لي -أيضاً-(ما بتخجلي تقولي أنك مادحة عليك الله شوفي ليك غنا ينفعك وقروش تجيبيها) ولكن أنا كنت أرد وأقول إنه لا يوجد أعظم وأجمل من مدح المصطفى وإذا كان الغناء وكل الفنون بمقدورها أن تجعل الإنسان متقدماً وحضارياً أنا أعتقد بأن المديح أحق.

الغناء يمكن أن يؤدي رسالة ذات قيمة نفس القيم الرسالية التي يدعو لها المديح؟

حينما تغني الرسالة واضحة، أنت تغني لمن وحينما تمدح معروف أنت تمدح من، وهذا هو الفرق في الخطاب الموجه والرسائل والمضامين مختلفة.

حينما يغني ترباس (أمي الله يسلمك)هذا بر الوالدين نفسه، وقالوا مـتألم شويه هي تعبِّر عن معاودة المريض أو حينما يغني أبوداوود (نادوا لينا أهلنا).

هل واجهتك مشكلة أن صوت المرأة عورة وما شابه ذلك؟

أنا واجهتني حقيقة في هذه الناحية، ولكن للأسف من بعض الشباب الذين اعتزلوا الغناء واتجهوا للمديح، وقالوا بأن صوت المرأة عورة، فما بالك بالمديح.

ما هي أسانيدك وحججك في المديح بصوت المرأة؟

الرسول (صلى لله عليه وسلم) حينما خرج من مكة واستقبلوه في المدينة نساء ورجال وشيب وشباب وكان في مقدور الصحابة أن يقولوا للنساء أبقين في البيوت، لأن صوتكن عورة، والصوت حينما يخرج للحق وفي شكل جاد وغير هزلي ولا يذكر بالهوى، ولكن هذا الصوت الذي نقول إنه عورة فهو يمدح النبي الكريم ويذكر بمحبته وتعظيمه.

ما رأيك في ظاهرة المديح والفنانين الذين فشلوا في الغناء وذهبوا للمديح؟

الذي يحدث هو ليس مديح، وإنما فكرة تجارية بحتة من (الناس الغنو وقلبو للمديح) وحينما تسألهم يقولون (سوق المديح) أفيد مادياً من (سوق الغناء).

ما رأيك في المديح بالموسيقى؟

لكل فترة زمنية ملامحها ومطلوباتها والآن الذين يسمعون المديح بالموسيقى أكثر من الذين يسمعونه بالطار أو الشكل التقليدي القديم، وأنا أسمِّي الذي يحدث الآن بالتطور والمواكبة للعصر وشكل الخطاب.

وكيف تنظرين للمدائح التي يقوم أساسها على لحن أغنية مسموعة؟

هذه يعتبر نوع من عدم المصداقية في المديح، لأن البعض يكون مجتهداً حينما يريد أن يكتب عن محبوبته وفي الصياغة اللحنية الجديدة وكل مكوِّنات العمل الفني نجده مجتهداً فيها، ولكن في المديح يكون الوضع مغاير تماماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى