محمد طلب يكتب: مد لي إيدك ال نبارك لك عيدك

كل عام وأنتم بخير… والعيد مبارك عليكم… عنواني هذا يعود لأغنية قديمة  تنتشر أيام العيد تغنى بها أولاد شمبات قديماً:-

(مد لي ايدك ال نبارك لك عيدك)

وصلتني عبر (الواتساب) هذا العام والذي سبقه وما قبله من كثيرين وتكرّرت بشكل ملفت إلا أن صديقنا اللطيف صاحب الطرف والدعابة عادل شكري بعثها مرفقة بالآتي ممكن تساعدك في كتاباتك الشيقة وكان يقصد مقالي السابق بعنوان (جانا العيد وانت بعيد) حينما طلبت تزويدي بالأغنيات التي وردت بها مفردة العيد…

وقد صذق في ذلك فهذه الأغنية ظلت تُرسل لنا كل عام دون أن نتوقف عندها إلا أنني أخذت وقتاً في تحويل النص الصوتي إلى كتابي حتى أتمكن من الكتابة مثلما أراد صديقنا الحلفاوي الظريف عادل شكري وأحسبه كان سوف يستغرق سبعة أيام لتحويل النص المسموع إلى نص مقروء… كما أتمنى أن يكون ما حولته لكلمات مقروءة من نص غنائي مسموع في تسجيل قديم صحيحاً أو على الأقل يذهب في اتجاه المعنى المقصود.

وأود أن أشير إلى أن معظم من وصلهم هذا النص من قبل لم يقفوا عنده كثيراً بل ركزوا على البداية واللازمة المتكرِّرة في الأغنية

مد لي ايدك

ال نبارك لك عيدك….

العفو العفو

وهي لأزمة رائعة ذات تكرار غير ممل تحمل معانٍ راقية ومفهوماً عميقاً (للمبادرة) مع الاحتفاظ (بالندية) و(الرجاء) المشفوع بالمحبة. وهذا ما كان مفقوداً في تحالف المدنيين مع العساكر وكثير مما تم النص عليه في الوثيقة الدستورية وما قدّمه المدنيون من تنازلات كبيرة وهم يقولون (سوف نمد أيدينا) على عكس الأغنية التي تبادر وتقول للآخر (مد يدك) كي نتفق على:

ال نصافيك اعفي مني

ومني اعافيك

ثم يكرِّر الكلمة الجميلة التي تحمل روح الغفران (العفو العفو) وتنفخ في المبادرة روح المحبة والنوايا الصادقة مع الندية ودعوة المولى عز وجل (الله يزيدك).

وبعد أن (حدس ما حدس) بعد 25 أكتوبر والزج بالوزراء ورئيسهم بالسجون وذات الفعل حدث مؤخراً مع لجنة إزالة التمكين وآخرين وأصبح من الصعب المواصلة مع نص الأغنية:

ما بخاصمك تاني ما بجافيك

انت عارف أنا قلبي بريدك

العفو العفو

فقد أصبح الآن ذلك صعباً على القوى المدنية وهنا لابد من الوقوف عند رأي المرحوم علي محمود حسنين رحمه الله رحمة واسعة

وأحسب أن رأيه يترافق مع نص الأغنية:

أجاب طلبي وعفا عني سلامو حنين

ونحن هنا نتوقف عند (إجابة الطلب) فقد كان طلبه واااضح جداً (حكومة مدنية)… لكننا ومن يمثلنا كقوة مدنية فشلنا في الصبر على الطلب والتمسك به واقتلاعه (بالغانون) ولو فعلنا ذلك وتبعنا السياسي المحنك الذي خبر الدروب وعرف كيف تتم الخيانة لوصلنا إلى:

عيد علي ومد ايدو صافحني

الألهب شعوري أطربني وأفرحني

العفو

العفو

إذا كان هناك شعور بالندية وتوازن القوى لكان ما ورد أعلاه هو المصير المحتوم ولكان لسان الطرف الآخر يقول:

بدوام خوتنا وصفا محبتنا

أخوي صارحني

العفو العفو اسأل الله يزيدك

ولكن للأسف الشديد أن الأمر كان به كثير من (الغتغتة والدسديس) وتحاور ونقاش مع (الحركة).. عارفين ياتو حركة؟؟ أنا ذااتي ما عارف

لكن ما أعرفه أن أغنية أولاد شمبات سبقت الإخوان المسلمين ومؤتمريهم الوطني والشعبي بسنوات عديدة ونادت بشعارات الإسلام والسلام دون مزايدة أو متاجرة كما جاء في الأغنية:

كل خير في ظل سنة إسلامنا

ما أحلى نعيش في ظل سلامنا

ولعل في هذه الأغنية تدل على أن شعبنا السوداني ليس في حاجة أصلاً لحركة مستوردة تعرف نفسها بأنها إسلامية لمجرد الكسب السياسي الرخيص وهذه الأغنية تلخص لنا الحديث الشريف (أمر المؤمن كله خير).

ورغم أن الأغنية أرادت حمل رسالة معينة في يوم العيد إلا انها حوت أكثر من ذلك:-

بتصافينا وزيارة ارحامنا

ارتاحت ضمائرنا وحياتنا صارت آمنة

فهل حياتنا آمنة الآن؟؟؟ اترك الإجابة لسيدي القارئ الكريم… ولعل فساد الذمم وخراب النفوس ما جعل الأغنية تردد:

بعين الرحمة الله يرعى ذممنا

نعيش مرتاحين

وهي قطعاً لو تحققت لعشنا في سلام وأمان…

أما ختام الأغنية حسب التسجيل المتداول والتي يحسبها البعض أنها مجرد خصام عاشقين اتضح أنه خصام بين ندين ودعوة للمحبة والتسامح…….

فهل سيتفرغ كل منهما لمهمته الأساسية ويعود العيد القادم وبلادنا تنعم بالأمان والرفاهية وتردد مع أولاد شمبات نهاية أغنيتهم:

كلما يمر عام يزيد انعامنا

نعيٓد مسرورين رافعين اعلامنا

عزيزي القارئ أرجو أن تتكرم بسماع:-

مد لي ايدك

ال نبارك لك عيدك

العفو

العفو

مرة، أخرى بعد هذا المقال ربما تكتشف ما لم نصل إليه بعد وكل عام وانت بخير وسلامتك يا بلد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى