في الأسبوع الأول من مايو.. الإعلان عن انطلاق الحوار.. هل بات التوافق قاب قوسين؟

 

الخرطوم: نجدة بشارة                29 ابريل2022م 

حدّدت الآلية الثلاثية الأممية – الأفريقية المشتركة الفترة من 10 إلى 12 مايو المقبل، موعداً لبدء المرحلة الثانية من الحوار بين طرفي الأزمة   (المدنيين والعسكريين)، عدا حزب المؤتمر الوطني (المنحل)، لحل الأزمة المستمرة منذ الخامس والعشرين من  أكتوبر الماضي.

وفي غضون ذلك، أطلقت النيابة العامة سراح قيادات لجنة تفكيك النظام المعزول، على رأسهم محمد الفكي سليمان، عضو مجلس السيادة الانتقالي المقال، لعدم كفاية الأدلة. وقال رئيس البعثة الأممية في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتس في مؤتمر، إن الآلية المشتركة أجرت محادثات مع أطراف سودانية شملت القوى السياسية وقادة الجيش ولجان المقاومة والطرق الصوفية ومنظمات المجتمع المدني، هدفها دفع كل أصحاب المصلحة للاتفاق على الدخول في حوار حول القضايا كافة، وأضاف: لاحظنا أن هناك رغبة كبيرة للجلوس في غرفة أو إلى طاولة حوار واحدة، وأن هناك آخرين لا يرفضون ولكنهم غير مُستعدين في الوقت الحالي، وقال فولكر إن حزب المؤتمر الوطني (المنحل) لن يشارك في المحادثات، ويدرس مشاركة حزب المؤتمر الشعبي وحركة الإصلاح الآن، موضحاً أن الآلية تلتزم بالقوانين في البلاد، ولذلك لن تتعامل مع الحزب الوطني لحظر نشاطه. وأوضح رئيس البعثة الأممية أن هناك إجماعاً على عدد من القضايا والمشكلات على رأسها الترتيبات الدستورية التي يجب أن تنظم العلاقة بين المكونين المدني والعسكري، وبناء مؤسسات الانتقال بتشكيل مجلس سيادة واختيار رئيس الوزراء وأعضاء حكومته، وبرنامج الحكومة خلال الفترة الانتقالية إلى حين الوصول لانتخابات حرة نزيهة.

 

تحركات ولقاءات

ووفق مراقبين، فإن هناك إشارات تفيد بإمكانية حدوث تحوُّلات خلال الأيام القادمة، والانتقال من مربع المُشاورات والمُبادرات إلى طرح حلول للأزمة، رغم وجود قوى مؤثرة ترفض ذلك، وفي إطار خُطة التسوية الشاملة التي تقودها الآلية، بجانب المجتمع الدولي، التقى أمس الخميس وفد من كبار المسؤولين من فرنسا وألمانيا والنرويج والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مع عدد من ممثلي لجان المقاومة لمُناقشة الوضع في السودان. وفي سياق دعم استئناف عملية الانتقال الديمقراطي وتقديم مساعدات اقتصادية في حالة استمراره، وعلمت وكالات، أن الوفد الزائر ضَمّ كلاً من فريدريك كليفر المبعوث الفرنسي الخاص للقرن الأفريقي والألماني ثورستين هتر مدير ادارة شرق أفريقيا والمبعوث النرويجي الخاص للسودان وجنوب السودان إندري ستيانسن والسيد فيليب بارهام مبعوث المملكة المتحدة للقرن الأفريقي والبحر الأحمر والسيد بيتر لورد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشرق أفريقيا والسودان وجنوب السودان بالإضافة الى السيدة أنيت ويبر الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، كما سيلتقي أعضاء الوفد مع المسؤولين السودانيين وقيادات المجتمع المدني للتأكيد على أهمية إحراز تقدُّم سريع وملموس في وضع إطار لحكومة انتقالية مدنية شاملة وانتخابات مستقبلية.

تهيئة المناخ

من جانبه، قال مبعوث الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لبات، إن الوضع في السودان بالغ الحساسية والخطورة، وإن الآلية تسعى بكل جهدها حتى يتوصّل السودانيون إلى اتفاق يجنب البلاد أي مخاطر.

وكذلك حث مبعوث الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (الإيقاد) إسماعيل أويس، السلطات على توفير مناخ ملائم خلال المرحلة الثانية من المحادثات التي ستبدأ الأسبوع الأول عقب عيد الفطر المبارك، حول العملية السياسية، وبخلاف ذلك لن تكون هناك عملية سياسية ذات مصداقية تبني الثقة بين جميع الأطراف، وطالب أويس بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والنشطاء ولجان المقاومة، مُشيراً إلى أنّ الكرة الآن في ملعب السلطات لإعادة الثقة مع الشارع، وأشار إلى أن الآلية الثلاثية المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد تعكس رغبة المجتمع الإقليمي والدولي لدعم السودان والسودانيين للوصول إلى مسار الانتقال الديمقراطي. وقال مبعوث الإيقاد إنّ نجاح المُحادثات يعتمد على الرغبة والتعاون بين أصحاب المصلحة في السودان على إنجاح المساعي التي تهدف لحل الأزمة الراهنة، مشدداً على ضرورة أن تلتزم السلطات بإطلاق سراح جميع المُعتقلين السياسيين دون قيدٍ أو شرطٍ، لأنّ هذا يسهم في بناء الثقة والمناخ المُواتي للحوار بين جميع الأطراف السودانية رأى أن “الساحة الآن مهيأة أكثر من أي وقت مضى لإجراء مصالحة سياسية محدودة وقابلة للتطور.

 

حسن نوايا

وفي غضون ذلك، أطلقت السلطات السودانية، سراح قيادات لجنة تصفية وتفكيك نظام الرئيس المعزول، عمر البشير، وهم عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد الفكي سليمان، ووزير شؤون مجلس الوزراء السابق خالد عمر يوسف، ورئيس المكتب التنفيذي بابكر فيصل، ووجدي صالح مقرر اللجنة، وطه عثمان إسماعيل.

 

ويرى سكرتير عام تيار الوسط نصر الدين احمد عبد الله في حديثه لـ(الصيحة) أن استجابة رئيس مجلس السيادة وإطلاق المعتقلين السياسيين من المكون المدني  قبل إعلان اطلاق الحوار،  يعبر عن حُسن نوايا ، لا سيما وان القوى السياسية سبق وطلبت من الآلية الثلاثية التي تقود الحوار المطالب التي أطلق عليها البرهان إجراءات بناء الثقة ، والتي تمثلت في  إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، إلغاء قانون الطوارئ، عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين وأضاف في المُقابل مازالت بعض المطالب التي لم تنزل على ارض الواقع ، من قانون الطوارئ الذي لا يزال سارياً، وأردف ننتظر اكتمال الإجراءات بصورة رسمية ولا نستبق الحدث ومازلنا في انتظار اكتمال فرص حسن النوايا، والكرة في ملعب المكون العسكري.

وعن فرص التسوية السياسية، قال إن أمام القوى المدنية والعسكرية فرصة كبيرة لاكتمال التسوية، وإن الساحة الأن مهيأة أكثر من أيِّ وقت مضى لإجراء مصالحة سياسية قابلة للتطور والتوافق.

 

 

رفض وتعنت

لكن ورغم جهود الآلية الثلاثية، مازالت هنالك اطراف تقف متعنتة ورافضة الانخراط في أي حوار حيث قللت قوى الحرية والتغيير من ضرب الآلية الثلاثة موعدها لاستئناف الجولة الثانية من الحوار بين طرفي الأزمة، وقال القيادي بالمجلس المركزي للتغيير ورئيس حزب البعث التجاني مصطفى لـ(الصيحة): لا أرى مؤشرات لحدوث توافق بين المكونات المدنية والعسكرية، وزاد ولا المح ضوءا في آخر نفق المحاولات الثلاثية التي تقودها الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي (ايقاد) ، وربط ذلك بعدم استشعار المكونين لوجود الثقة او الجدية وضرب مثلا بتصريحات الحكومة وقولها (اذا جاءوني متفقين لأكملت التوافق معهم) في حين ان الاتفاق يتطلب تنازلات من الطرفين وليس طرفا دون الآخر ، ولا يستطيع طرف أحادي صنع الحل، وبالتالي ارى ان هنالك حلقة مفرغة.

تصفية الثورة

وفي ذات الاتجاه، سبق وأصدر الحزب الشيوعي  بيانا رفض فيه  ما وصفه بـ”التسوية الهادفة لتصفية الثورة”، وقال: لا تزال قوى الهبوط الناعم وحلفاؤها من اللجنة الأمنية وبعض القوى الإقليمية والدولية، تواصل مخططاتها التي تهدف إلى قطع الطريق أمام الثورة وتصفيتها في نهاية المطاف، لكن حزب الأمة القومي وبالتزامن مع موقف الحزب الشيوعي، كان له موقف مغاير، إذ أعلن ترحيبه مبدئياً بالاتجاه نحو إسراع خطى العملية السياسية التي تقودها الآلية الثلاثية من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي و”إيقاد”، ودعوتها لملتقى تحضيري، وفق بيان سابق للحزب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى