الغالي شقيفات  يكتب : إثارة الشائعات!!

28 ابريل 2022م

انتشرت الأخبار الكاذبة والمفبركة بصورة كبيرة, والشائعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع وتُتداول بين العامة, ظناً منهم على صحتها, ودائماً ما تكون هذه الأخبار شيقة ومُثيرة لفضول المُجتمع والباحثين, وتفتقر هذه الشائعات عَادةً إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار, وتمثل هذه الشائعات جُزءاً كَبيراً من المعلومات التي نتعامل معها.

لإثارة الشائعات أهداف ومآرب، تتنوّع هذه الأهداف تماشياً مع مبتغيات مُثيريها، فمنها ما هو ربحي (مادي وهنا في السودان أغلبها ذات أجندة سياسية وإثنية), وتلاحظ ذلك في مُحاولتهم قص ولصق الصور وإعادة نشر الفيديوهات القديمة ووجب الانتباه وقراءة ما وراء الأهداف.

والمحافظة على الأمن والسلم الاجتماعي والشائعات سلوكٌ غير سوِّي بالتأكيد، محاولات يائسة لإفشال الدولة وإعاقتها اقتصادياً وتعطيل المشروعات والإنجازات بتضليل الوعي، والانسياق وراءها. وللشائعات أنواعٌ كثيرة صنّفها علماء النفس ثلاثة أصناف هي: الخوف، والأمل، والفتن والكراهية، وكلها تستهدف إثارة القلق والرُّعب, والآن بعض الجهات أصبحت تُصحِّح الأخبار المفبركة في وقتها فهذا عمل جيد, إلا أنه غير كافٍ.

وعلى الرغم من أن الحروب وأعمال الشغب والكوارث والأوبئة كلها مدمرة في حَد ذاتها، فإنّ دمارها يشتد إذا أُضيفت إليها الشائعات. وإن كنا لا نستطيع أن ندعي أنّ الشائعة هي السبب الأوحد أو الأصلي للشغب، إلا أن الشائعات تلعب دوراً مساعداً مهماً فيها, الدولة واجبٌ عليها محاربة الشائعات واتخاذ الإجراءات اللازمة في حماية المُجتمعات, والشرطة في بعض الدول تُقيم أقساماً خاصّة في الإعلام لمُحاربة الأخبار الكاذبة والملفقة وتقدم الوعي الأمني والفكري والكوادر الإعلامية في بعض المجموعات والمؤسسات الحكومية ينقصها التدريب والتأهيل، وفي الدين الإسلامي حرم الله الشائعات، نلاحظ بعض أنصار دعاة الدين من فلول النظام البائد يستخدمونها، وَقَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِينًا} [الأحزاب: 58}.

وَمُطلِقُوا الشَّائِعَاتِ سَمَّاهُمُ الْقُرْآنُ مُرْجِفِينَ, وَالْإِرْجَافُ فِي اللُّغَةِ: الِاضْطِرَابُ الشَّدِيدُ، وَيُطْلَقُ أَيْضًا عَلَى الْخَوْضِ فِي الْأَخْبَارِ السَّيِّئَةِ وَذِكْرِ الْفِتَنِ؛ لِأَنَّهُ يَنْشَأُ عَنْهُ اضْطِرَابٌ بَيْنَ النَّاسِ.

وَالْإِرْجَافُ حَرَامٌ، وَتَرْكُهُ وَاجِبٌ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الْإِضْرَارِ بِالْمُسْلِمِينَ، وَفَاعِلُهُ يَسْتَحِقُّ التَّعزِيرُ.

فعليه, يجب علينا جميعًا مُحاربة الشائعات والأخبار الكاذبة والملفقة وعلى الجهات المسؤولة القيام بواجبها لأجل سلامة الوطن والمُجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى