Site icon صحيفة الصيحة

عبد الله مسار يكتب : ضع نفسك حيث تستحق

عبد الله مسار

24 ابريل 2022م

قيل إن طبيباً حكيماً قبل أن يخرج الى المعاش، قال لابنه، هذه الساعة عمرها 500 عام ولكن قبل أن أعطيك إياها، اذهب الى محل الساعات في أول الشارع وقل له أريد بيعها وانظر كم سعرها.

ذهب وعاد لأبيه وقال الساعاتي دفع فيها خمسة دولارات لأنها قديمة، ثم قال له اذهب الى محل الأناتيك، ثم ذهب وعاد وقال دفع فيها عشرة آلاف دولار.

ثم قال له الأب اذهب الى المتحف وأعرض الساعة للبيع وذهب وعاد وقال لأبيه احضروا خبيراً وقيّمها، وعرضوا عليّ اثنين مليون دولار مقابل هذه القطعة.

فقال الأب أردت أن أعلمك أن المكان الصحيح يُقدِّر قيمتك بشكل صحيح، فلا تضع نفسك في المكان الخاطئ وتغضب إذا لم يُقدِّروك. من يعرف قيمتك هو الذي يُقدِّرك فلا تبقى بمكان لا يُليق بك.

وهذا الوضع هو وضع الأوطان، فمن عَزّ عليه وطنه وعرف قدره في نفسه وضعه في المكان اللائق به وقدّره الآخرون وعرفوا قيمته، ومن هان عليه وطنه هَانَ وطنه على الآخرين.

هنالك دول في العالم وضعها أبناؤها في المكان العالي، صارت في مقدمة الدول هي دول لا تملك مصادر طاقة وموارد طبيعية ضخمة، ولكن لسموها وعلو همّة أبنائها صارت في مقدمة الدول (اليابان نموذجاً) لا تملك من مصادر الطاقة والموارد شيئاً ولكنها الآن من الدولة الصناعية الأولى وبعد أن ضربت بالقنبلة النووية.

وهكذا، دول كسنغافورة من أرقى الدول دون موارد تُذكر هي في مصاف الدول الاقتصادية العظمى.

إذن المرء يضع نفسه حيث يريد، يرفعها ويذلها حسب الموقع الذي اختاره لها.

السودان دولة عظمى، ولكن أبناؤه لم يضعوه في الموقع المناسب فصار قزماً، والشعب السوداني شعبٌ عظيمٌ يمتاز بصفات كثيرة قيّمة ولكنه لم يضع نفسه في المكان الصحيح وصار شعباً وضيعاً يتعلّم في رأسه الزيانة الألماني فولكر والموريتاني الشيوعي ولد لبات، الذي في بلده حظه كدقيق يوم ريح نثروه ثم قالوه لحُفاة اجمعوه.

تَخَيّلوا أين وضعنا وطننا السودان الذي كان قائد التحرر في أفريقيا وأغلب المناضلين في أفريقيا كانوا يحملون جواز سفر سوداني، وهنالك ثورات عظام دعمها السودان كالثورة الجزائرية وجنوب أفريقيا.

لما هان السودان جاء ليحكمه عملاؤها السفارات، ثم من الهوان جيء ببعثة أممية خلسةً لتسيطر على القرار السوداني. وصارت السفارات هي الآمر الناهي، وصار أبناء السودان من الحكام الجُدد وأحزابهم يحجون إليهم يومياً كأنهم الكعبة، بل يستعينوا على بعضهم بنفايات المجتمع العالمي، إنها مأساة!!!

بريطانيا خرجت من الاتحاد الأوروبي لتُحافظ على إرثها وثقافتها، ونحن هنا تحت قيادات أقزام، حملوا جنسيات مزدوجة يبيعون ديننا وقيمنا ويضيعون ثقافتنا وإرثنا بشوية دولارات، بل مُستلبون فكرياً وثقافياً وضعوا السودان هذا الوطن الشامخ تحت “الجِزم” حتى وقف سفير المملكة المتحدة (بريطانيا)  ليفر، يرسل رسائل لحكومة السودان من شارع البلدية، إنّها المأساة فعلاً!!

أخي ابن السُّودان، مَن يعرف قيمتك وقيمة وطنك هُو الذي يُقدِّرك، فلا تبقى بمكان لا يُليق بك وبوطنك..!

Exit mobile version