ميدان الأخلاق!!

أشرف عبد العزيز يكتب.. ميدان الأخلاق!!

كشفت الحرب العبثية التي تدور رحاها في السودان، كيف أصبحت المزايدة هي الرهان على تحقيق الانتصارات خاصة عند (البلابسة) الذين اختاروا دعم الحرب ووضع العراقيل والمتاريس أمام الوصول لوقف إطلاق نار من شأنه تخفيف وطأة المعاناة والبؤس الذي حاق بالشعب السوداني جراء هذه الحرب اللعينة.

والغريب أنهم يفعلون ذلك بلا خجل ويعلنون عن موقفهم الرامي لتفكيك السودان مقابل عودتهم للحكم عياناً بياناً وفي الهواء الطلق، ويحتفلون بحديث د. أمين حسن عمر المشدد على المضي قدماً في الحرب رغم ما تكلفه من تضحيات جسام ودمار للاقتصاد الوطني وإنسان السودان، وكأن أمين لم يكن يوماً مسؤولاً عن ملف سلام دارفور وحرص على التوقيع على اتفاقات مع حركات مسلحة رغم قناعته بأن ما قدمه من تنازلات كبيراً، ولكن حلال على بلابله الدوح.

المفارقة الأخرى هي محاولات التبرير التي يسوق لها (البلابسة) بأن المشاركة الواسعة للسودانيين في حفل المركز التجاري للإمارات والذي شاركت فيه المطربة السودانية نانسي عجاج وتفاعل معه كل سوداني ضاربين بكل خطابات العنصرية والتفرقة عبر الحائط ومؤكدين على الوجدان المشترك والنسيج الاجتماعي الموحد، أصر (البلابسة) على أن هذا التفاعل هو رقص على أشلاء الضحايا وتوزيع الابتسامة مع القاتل في حين أنهم يقاتلون مع الامارات في اليمن ويقبضون الثمن ويصدرون الذهب إلى دبي ويستفيدون من تحويلات بنك الخرطوم عبر تطبيق (بنكك) والإمارات أكبر المساهمين فيه ويؤيدون البلابسة الذين يتغنون لدعم الحرب وهم يقيمون في الأمارات.

والغريب في الأمر جداً يستنكرون أي تناول إعلامي يستنكر بقر بطن أحد أفراد الدعم السريع على يد أفراد يرتدون زي القوات المسلحة، معيدين بذلك أسوأ صور الحروب المرواة عبر التأريخ مجسدين واقعة وحشي وهند بنت عتبة التي أمرته ببقر بطن سيدنا حمزة وغيرها من المشاهد الوحشية للقتل عبر التأريخ ، وتجدهم بلا خجل يبررون بذلك ويقولون إن الدعم السريع هو الذي بدأ هذه الطريقة المتوحشة في القتل والمعاملة بالمثل.

هذه التبريرات تؤكد بوضوح مدى فشل (البلابسة) في الميدان الذى اختاروه (ميدان الأخلاق)، فهم لا يرون غير انتهاكات الدعم السريع ويطلبون بإدانتها متى ما وقعت ولكن عندما تقع الانتهاكات من جانبهم وبعضها أشد فظاعة لا يريدون لأحد أن يحدث عنها بل يشجعها حتى لو كانت تشابه سلوك داعش في القضاء على الخصوم هكذا تؤسس الأفكار الفاسدة للأنظمة الفاسدة، المتجاوزة للحكمة الإنسانية ومحاسبة المجرمين (لا للحرب).

الجريدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى